نعيش في زمن التحولات الكبرى.. هذا ما تراه فاطمة البكر

القبس

وهج الأفكار  /  على أبواب مرحلة جديدة

فاطمة عثمان البكر

 

• عالم يتصارع حولنا ودول تغلي.. وما علينا إلا الالتفاف والوقوف وقفة جادة عقلانية لإصلاح أوضاعنا الداخلية.

فصول تتداخل، وأحداث تتلاحق، أوقات تتسارع، خرائط وخطط ومشاريع ترسم، ثم لا نجد أنفسنا في آخر المطاف، وفي خضم هذه الهوجة العارمة الضاربة أطنابها، وكأننا نطارد سراباً، ولا نعانق إلا خيالاً هارباً!

وسط هذه الهوجة العارمة والدوامة الدائرة يتحتم علينا اليوم وأكثر من أي وقت مضى وانقضى ان نقف وقفة جادة، وقفة مراجعة نقدية موضوعية عقلانية نستجدي فيها صوت العقل الراجح حتى لا تتشتت خطانا ولا مواقفنا ولا حتى بداياتنا، فما مضى مضى، ونحن ابناء اليوم نتحسس مواقع خطانا، مضى عهد الافعال وردود الأفعال، مضى عهد التلاعب بالألفاظ، والكر والفر، والقيل والقال، والشكوى والبلوى، من دون وضع الاصابع على مواطن الخلل، أو تحقيق خطوات الإصلاح ومعالجة مواطن الخلل من دون الاستغراق في حلول واسهاب إنشائي لا ترى النور.

أولى خطوات الإصلاح هي مواجهة هذا الواقع المتأزم بثقة وثبات وإيمان وشجاعة، وان نبدأ بخطوة خير من ألا نبدأ أبداً، والبكاء على الأطلال والحليب المسكوب لا يزيدنا إلا تأخراً وتخلفاً، ولكن العزيمة والإرادة والثبات وحب الوطن، قولاً وفعلاً، لا شعارات ولا هتافات، ولا أزياء تُلبس في مناسبات ثم تعلق على المشاجب ليعلوها الغبار، فينبغي علينا اليوم ترتيب البيت الداخلي، وأكثر من أي وقت مضى يجب علينا ان نقف وقفة جادة، دون الإغفال وأخذ الحيطة والحذر لما يدور حولنا في عالم متغير متحول متصارع متسارع، فنحن لا نعيش في جزر معزولة، نتأثر ونؤثر بما يدور حولنا، فنحن نعيش اليوم في عالم متغير، نعيش في زمن التحولات الكبرى، المواقف تتغير، المعادلات تتحول، المصالح تتضارب، ظروف اقتصادية، كوارث بيئية، حروب دائرة على كل موقع من خريطة العالم.

فعالم اليوم يمر بمرحلة مخاض كبرى، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا العالم، علينا ان نقف وقفة جادة وحذرة، ونحصن بيتنا الداخلي من تلك الأحداث ونسير بخطى ثابتة وواعدة!