العمل الجماعي الحكومي بشأن الأزمة المرورية مفقود.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 791 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  الزحمة المرورية وضبابية الأفق!

د. تركي العازمي

 

ردّ وزير الأشغال م. عبدالعزيز الابراهيم على «اتهام الأشغال» بأنها وراء الزحمة المرورية وحمّل وزارة الداخلية المسؤولية بوجود 400 ألف مركبة مستهلكة... طيب ما هو الحل؟
أولا فكرة العمل الجماعي الحكومي مفقودة بدليل هذا الرد، ومسألة الـ 400 ألف سيارة مستهلكة معظمها يعود لأناس «على باب الله» وقد نجد من يستغل هذه الفرصة ويحول مركبات صالحة وقد حدث بالفعل مع أحد العمالة وعاينت المركبة بنفسي «والله ما فيها شي» فقط لأنه وافد مسكين وتذكروا أن دعوة المظلوم نافذة!
ولنأخذ قضية الزحمة المرورية من منظور استراتيجي لنبين لوزيري الداخلية والأشغال ومعهما وزير البلدية طبيعة العمل الاستراتيجي لعل وعسى!
نعم هناك تخطيط... نعم هناك لقاءات ومتابعة وهي أجزاء من الإدارة الاستراتيجية لكن «العلة» في محصلة/ قرارات هذين الجزءين وغياب أجزاء في غاية الأهمية من مكونات العمل الاستراتيجي مما يعني أن تناول الأزمة المرورية كان وما زال فقط من جانب إنشائي شكلي!
قد يتصور البعض أن تركيزنا على الهموم التي تعيشها المنظومة القيادية المعنية بالإدارة الاستراتيجية مجرد فلسفة «تفلسف» وهو تصور صحيح علميا، فالفلسفة تعني البحث عن الحقيقة وليس المعنى الذي يقبع في فكر بعض أحبتنا السطحي بأنه «هرطقة / ثرثرة»!
الزحمة المرورية وضبابية الأفق لا نقصد توجيهها للأخوة القياديين في وزارات الخدمات بل الأمر أكبر مما يتصورون وتراكمات الظلم الذي طوينا صفحاته لم يطو أثر دعوة المظلومين التي لا راد لها لا سيما وإن جاءت من مظلومين مخلصين ساقتهم الأقدار الأخلاقية إلى وجهة لا تعترف بأخلاقيات التعامل السلوكي، وعندما أذكر في ختام كل مقال «الله المستعان» فإنني أكتبها من قناعة ضمت قيما لا أحيد عنها... والأفق الضبابية هي التي ستسدل الستار عن عهد جديد و «لكل زمان دولة ورجال»، ويبقى التوقيت عند مصرف الأمور رب الكون والعباد!
الشوارع تشتكي، الناس تشتكي، الأنظمة الإدارية تصيح من شدة التجاوزات، والمرضى يشتكون، والأصحاء المخلصون يرفعون ايديهم للمولى عز شأنه بعد أن طفح الكيل بهم.
أبعاد استراتيجية غائبة منذ عقود ويخرج لك وزير الأشغال ليرمي كرة الزحمة المرورية على وزارة الداخلية ويشرك بها وزير البلدية وهو بذاته كان وزير البلدية ووزير الكهرباء والماء الحالي... الكهرباء المتقطعة والمياه المفقودة «أعني الماء الصليبي».... و«فوق هذا» يرددون عبارة «لنجعلها خضراء» :... «ليه... ليه... ليه»!
... «الزبدة»: كويت اليوم تختلف مخرجاتها ثقافيا والناس وان أردتم منهم تقبل فلسفتكم التي لا توصل إلى الحقيقة، فإنهم بطبيعتهم ودرجة ثقافتهم يستطيعون فهم ما بين السطور... إنهم يعيشون الواقع المر وعلى يقين بأنكم لا تقبلون النصيحة وأنا واحد من هؤلاء «الغلابة» أكتب وأكتب، وأعود للمثل الدارج «انفخ يا شريم قال ما من برطم» الذي يصور الحالة القيادية لدينا... والله المستعان! 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك