مجاهدون في الطريق الخطأ!.. بقلم علي البغلي

زاوية الكتاب

كتب 2254 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  جهاد في الطريق الخطأ!

علي أحمد البغلي

 

حملت لنا أخبار الإثنين الماضي كوارث ومجازر ارتُكبت باسم الإسلام، ولكنها كانت مجازر، او جهادا، بحسب اعتقاد مرتكبيها في الطريق الخطأ قولاً واحداً!

الجهاد الأول:‍ ارتكبته حركة «بوكا حرام» التكفيرية النيجيرية، وهي حركة متشددة، تتبنى الطروحات السلفية الوهابية.. «بوكا حرام» ارتكبت مجزرة جديدة في مركز علمي، أودت بحياة 50 طالباً كانوا نياماً في مهاجعهم في كلية الزراعة في مدينة غوجبا، شمال شرق نيجيريا، ويقول عميد الكلية: إن مسلحي الجماعة هاجموا طلابنا فيما كانوا نياماً في سكنهم، وأطلقوا النار عليهم، علماً بأن أعمار الضحايا تتراوح بين 18 و22 عاماً! فأي رسالة يريد هؤلاء المضمخة أيديهم بالدماء إرسالها للعالم في مهاجمة طلاب أبرياء في احدى دور العلم، غير أنهم أعداء للحياة وأعداء للعلم وأعداء للإنسانية، كل ذلك باسم الإسلام المتشدد؟!

الحادثة الثانية في بيشاور الباكستانية المحاذية للحدود الأفغانية، حيث انفجرت سيارة في سوق شعبي قرب مركز شرطة، اسفرت عن سقوط 38 قتيلاً و90 جريحاً، أغلب الضحايا من الأطفال والنساء! أصابع الاتهام كلها تشير إلى طالبان بفرعيها، الأفغاني والباكستاني، وهي حركة أصولية تكفيرية متشددة تسير وفق منهج السلفية الوهابية ايضاً، ورأينا ما فعلته بالمجتمع الافغاني عندما حكمت ذلك الشعب البائس، ورأينا فظائع أفعالها ضد المدنيين المسلمين في أفغانستان وغيرها!.

الحادثة الثالثة التي نشرت الإثنين أيضا هي سلسلة الهجمات الطائفية في العراق الأحد الماضي، حيث قتل العشرات من المعزّين في جامع الحسين، وهزّت سلسلة من الانفجارات أربيل مستهدفة مراكز شرطة ومدنيين.. ولم يستبعد أحد المسؤولين العراقيين مسؤولية «جبهة النصرة» السلفية التكفيرية في سوريا، رابطاً بين تلك التفجيرات والمعارك بين تلك الجبهة المتشددة والأكراد، حيث تجري محاولات من جبهة النصرة للسيطرة على قرى الأكراد السورية وطردهم لإقليم كردستان العراقي!

فهل هذا هو الجهاد الإسلامي الذي يتفاخر البعض بين ظهرانينا من دون خجل أو وجل بالاشتراك فيه وتمجيد من قضى نحبه في تلك الحروب الطائفية المروعة؟

وقد اطلعت في اليوم نفسه تقريباً على محنة مسلمي بورما، حيث تم قتل أكثر من 350 مسلماً بورمياً على الهوية على يد البوذيين المتعصّبين، وجار طردهم وتشريدهم من قراهم ومدنهم.. يجري هذا والعالم يتفرّج على ذلك التطهير العرقي.. وإن قلنا أن العالم لا يبالي بالمسلمين الذين ملأوا الارض ارهاباً وقتلاً.. فإنه يحق لنا ان نتساءل: أين الصائلون والمدافعون والمنافحون عن الإسلام والمسلمين من تلك الأحداث؟! ولماذا لم نسمع عن تكفيري متشدد، ذهب لنصرة إخوانه المستضعفين لحد القتل والموت في بورما؟!

يظهر أن الإجابة تكمن في أن النزاع هناك لا يحمل النكهة الطائفية البغيضة، وهو الدافع القوي للقوى الأصولية التكفيرية للانخراط في الحروب العبثية!

كما يبدو أن بورما مثلها مثل الدول الأفريقية التي يضطهد فيها المسلمون ليس بها جهاد نكاح على المستوى الجمالي الشيشاني أو البوسني الهرسكي أو السوري، كما شاهدنا بالصوت والصورة مؤخراً!

فمجاهدو آخر زمن يريدون حقهم أيضا في المتعة الدنيوية قبل أن يلاقوا حور عينهم! مع أنهم مجاهدون في السكك أو الطريق الخطأ!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك