البشير يعد أيامه!.. هكذا يعتقد وليد الرجيب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 2, 2013, 1:06 ص 832 مشاهدات 0
الراي
أصبوحة / البشير يعد أيامه
وليد الرجيب
وصلت أعداد الشهداء في السودان الى المئات اضافة الى أعداد أكبر من الجرحى والمصابين والمعتقلين، واستعان نظام البشير الاسلامي بمقاتلين مرتزقة من جنسيات غير سودانية للبطش بالشعب ومنحها الجنسية السودانية تحسباً لانحياز أبناء الشعب في القوات النظامية لشعبهم ووطنهم.
وأكدت مصادر المستشفيات المختلفة في العاصمة وكذلك العديد من وكالات الأنباء، أن القتل كان متعمداً مع سبق الاصرار والترصد لأن معظم الذين استشهدوا وكما أكد الأطباء كذلك أن الرصاص الحي استهدف الرأس والقلب، رغم أن المظاهرات كانت سلمية وحضارية حيث ردد المتظاهرون «سلمية... سلمية» ضمن شعاراتهم الأخرى.
وكشفت قوى المعارضة السودانية أن عمليات التخريب التي حدثت كان وراءها الحكومة حتى تبرر المجازر ضد الشعب وارهابه لإيقاف تصعيد نضاله من أجل اسقاط النظام، وهي تريد بذلك التمهيد لإعلان حالة طوارئ وحظر التجوال اذا ما واصلت الجماهير تصعيد غضبها وسخطها ضد النظام، كما أجبرت بعض الصحف على خيارين أما الوقوف معها أو لتصمت، وبالفعل توقفت صحف «الأيام» و«الجريدة» و«القرار» وغيرها.
والشعب السوداني وقواه الوطنية والتقدمية واثق من انتصار ثورته على النظام الاسلامي الفاشي، فهو أول شعب عربي قام بثورتين قبل «الربيع العربي» وضرب أروع الأمثلة في هاتين الثورتين الشعبيتين الخالدتين في أكتوبر 1964 ومارس - أبريل 1985 للخلاص من السلطتين الديكتاتوريتين العسكريتين الغاشمتين لابراهيم عبود وجعفر نميري، وقدم خلالهما شهداء وضحايا وبالتأكيد سيستفيد من هاتين التجربتين التاريخيتين، فهو شعب مناضل وعنيد.
وواضح أن الولايات المتحدة ستتخلى عن البشير كما تخلت عن اخوان مصر، خاصة بعد أن تم رفض مشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبذلك سيتقلص نفوذ الاسلام السياسي وسيضعف التنظيم الدولي للاخوان ويضيع حلم تركيا في الخلافة الاسلامية العثمانية، اضافة الى احتمال عدم الاعتماد عليها كشرطي للمنطقة.
وقد تعاملت أجهزة أمن البشير بتكتيك صحافي منافٍ للأخلاق، حيث بدأت بعض الصحف المملوكة لجهاز الأمن بنشر مواد صحافية وأخبار مدسوسة ومفبركة وإرسالها للصحف «المتعاونة» لتنشر بأسماء صحافيين وصحافيات بعد تشويهها وإخراجها من سياقها الرئيس، وأحياناً دون مشاركة الصحافيين في إعداد تلك المواد بل ودون موافقتهم، كما قامت الأجهزة الأمنية بحجب المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي لكن شباب الثورة استخدموا تقنيات لكسر الحجب.
وتوالت ردود الفعل المرتبطة بالانحياز للضمير المهني ولشرف المهنة، ولنبض الشارع السوداني وللارادة الصحافية الرافضة للهيمنة والتسلط الأمنيين على مهنة الصحافة، حيث دعت شبكة الصحافيين السودانيين لإضراب عن العمل، كما قدم بعض الصحافيين استقالات مسببة من جريدة «الصحافة» معتبرين أن ما يحدث جرائم كبرى لا تقل خطورة وسوءاً عن جرائم قتل المتظاهرين وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، خاصة بعد فرض التعتيم الاعلامي الكامل على السودان.
ودعا جهاز الأمن رؤساء الصحف لحضور اجتماع طارئ تم فيه تهديدهم وتحذيرهم بصورة استفزازية من مغبة نشر أي معلومات أو أخبار شملت قائمة طويلة من المحظورات تضمنت عدم الحديث عن زيادة أسعار المحروقات ورفع الدعم عن السلع الضرورية، ومنع نشر أي تغطيات عن التظاهرات أو عن الاعتقالات التعسفية والقتل خارج القانون ضد المواطنين العزّل والأبرياء.
ويبدو من هذه الاجراءات الأمنية وخروج الجماهير الحاشدة في المدن السودانية مطالبة بإسقاط النظام بشكل يومي، اضافة الى الدعوة لعصيان مدني واضراب شامل، أن البشير يعد أيامه ولن ينفعه انفعال ودفاع حلفائه من الاسلاميين السياسيين والمتشددين في الدول العربية والاسلامية، وهذا هو مصير كل حاكم مستبد يحكم شعبه بالقمع وبنهج بوليسي ويتحالف مع الامبريالية وينهب ثرواته، والعقبى للمستبد القادم.
تعليقات