هل يعقل ألا تتغير جودة الرعاية الصحية منذ سنين؟!.. الطراح متسائلاً
زاوية الكتابكتب أكتوبر 1, 2013, 12:26 ص 841 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / إلى أصحاب التنفيذ والتشريع
خالد أحمد الطراح
• رغم توسعات وزارة الصحة في بناء المستوصفات والمراكز الصحية، فان التناقض الإداري وتردي الخدمات يقللان جودة الرعاية الصحية.
لم أدرك أن العلاج في الكويت من الممكن أن يكتم أنفاس الإنسان وهو حي، ويمكن ان يلفظ المواطن أنفاسه، ليس بسبب مرض يقدر قهره وانكساره كمواطن، فالعلاج في وطنه ليس مستحيلا وإنما حقيقة مرعبة وتهديد لكيانه كإنسان. مستشفيات عديدة وأهل الأيادي البيضاء من اهل الكويت لم يبد منهم تقصير في التبرع والعطاء بالكامل من مبان وتجهيزات طبية، لكن من الأكيد ان المشكلة في الإدارة! بعض مستشفيات وزارة الصحة باتت مرتعا للخراب والدمار، لدينا أطباء، تشهد لهم جامعات ومستشفيات عريقة في العالم، أجروا بتحد عمليات خطرة ونجحوا فيها وحصلوا على شهادات تفوق وعلى ماذا حصلوا؟ منهم من ناله الإحباط، ومنهم من شاء ان يمشي وراء تيار الإهمال والتساهل.. والثمن المواطن! مهانة في علاج الإنسان بسبب روتين قاتل وإدارة عقيمة.. مستشفيات فيها العمالة الآسيوية باتت جزءا من الهيئة الطبية تسهل أمور المواطن مقابل «بخشيش» وبالقانون يسمونها رشوة! وحيناً تجدهم وعددهم كالنمل في المستشفيات يعملون بشيء يسمى نظافة، وحينا آخر يحملون ملفات المرضى من مكتب إلى آخر!
وزارة الصحة توسعت في بناء مستوصفات جميلة بتبرع سخي من أهالي الكويت، الا أن التناقض الإداري وتردي الخدمات حملتهما الصحة معها حتى إلى المراكز الطبية التي يفترض ان تكون نموذجية بخدماتها. فعلى سبيل المثال، يحتاج المواطن الى الانتظار لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة لتلقي الفحص وليس العلاج في مركز العيون في مستوصف الخالدية الذي يفتح أبوابه للمواطنين والمقيمين من عدة مناطق، فلك عزيزي القارئ ان تتخيل عدد المراجعين في مركز الخالدية. والفحص الذي يمكن أن ينجزه طبيب العيون وحده وبمساعدة من ممرضة واحدة، نجد فريقا من الممرضات حوله للقيام بفحوصات يفترض أن يقوم فيها بنفسه نظرا لأهمية دقتها على عكس ما يحصل في المستشفيات في بلدان أخرى!
شاءت الظروف أن اذهب إلى مستشفى مركز البحر للعيون واذ به «سوق واجف» آخر في الصحة، فبينما مرافق المركز تحتاج إلى عملية تنظيف ونسف شاملة، نجد عمال التنظيف يتسكعون في الممرات بسبب عددهم الزائد. المضحك المبكي في الأمر انه بعد انجاز اختبارات معينة وبالواسطة طبعا التي باتت سمة من سمات الحياة في الكويت، اعتذر الفني الذي يعمل في قسم الفحص عن تزويدي بصورة عن الاختبار، بينما يمكنه تزويدي بملاحظات مكتوبة بخط اليد! ليس لأسباب تتعلق بقانون إنشاء وزارة الصحة او لوائح منظمة الصحة العالمية... لا وانما بسبب عدم تزويد الإدارة بالأحبار التي يحتاجها الفني في طباعة التقارير والفحوصات!! الفني أراد أن يكون متعاونا فاقترح أن اجلب معي في أي وقت لاحق قرصا ممغنطا حتى يمنحني صورة عن اختبار قاع العين!!
هل يعقل الا تتغير جودة الرعاية الصحية في البلد منذ سنين في ظل ضخ الميزانيات الضخمة فيها وتظل الرعاية الصحية مصدر معاناة للإنسان! من العبث ان تتفاخر الدولة بتقديم الرعاية الصحية مجانا، بينما مستوى الخدمة لا يلبي احتياجات المريض.
فلا عجب إذن أن نجد كبارا وصغارا والمسؤولين يهرعون إلى الخارج لتلقي الفحوصات والعلاج، فهم يدركون حقيقة الأمر أكثر من المواطن العادي.
تعليقات