فواز البحر يكتب عن قوى الفساد

زاوية الكتاب

قصة الساموراي وضرب الخصوم 'الفاسدين' وصناعة الأزمات

كتب فواز البحر 2608 مشاهدات 0


اضرب أنف الحصان ..لكي تحقق مطالبك

 فواز البحر

' الشوجن ' هو الشخص الثاني بعد الإمبراطور في اليابان قبل 1890، ويعتبر حاكما عسكريا واشتهر عهد الشوجن  في الأدب و الحكم والحروب والقصص والنوادر.

ولا اكذب عليكم بأنني مولع منذ الصغر في  التاريخ الياباني والصيني .. وفي هذه المقالة اقدم لكم هذه القصة أُخذت  من كتاب تم تسميته ( السيف والعقل ) ونجح المؤلف في ان يجعل  العقل اقوى من السيف والقوة  لاتعنى اخفاء المكر و الدهاء والحيلة.

يروي لنا المؤلف (  بأنه كانت هناك عادة للشوجن  بان يتم المبارزات امامه من قبل فرسان الساموراي .. وقد اجمع له افضل الفرسان في جميع اقطار اليابان وكانو كلهم  يحاربون تحت لوائه  .. فكان يشعر بالنشوة بانه يعشق مشاهدة فنون السيف والنشوة الثانية بانهم فرسانه وكان من الحضور شخص يدعى ' بانكورو'  ولم يكن من اتباعه  ولكنه فارس بالاجر  يقاتل .. طلب منه الشوجن بان يشارك في هذا العرض .. اشترط ' بانكورو ' بان يقاتل فوق حصانه .. فهو يجيد هذا الفن فقط .. وافق الشوجن  وطلب من الفرسان ان ينازلونه  في فنه .. جميع الفرسان هزمهم ' بانكورو ' بسهوله امامه،  وغضب الشوجن  وشعر بالهزيمة والخجل وطلب من  مستشاره ( الداهية الخبيث المكار ...الخ) ويدعى (منينورى)  ان ينقذه من هذا الموقف .. المصيبه توقع الشوجن بأن المستشار يطلب من بعض الفرسان امر او يقوم في تكتيك معين وخصوصا بان مستشاره  لم يعرف بالقوة والصلابة والفروسية .. قال المستشار : انا سوف انازله .. استغرب الشوجن من تلك الاجابه .. فقال له ( يا سيدي لا تستغرب .. فانا اعرف ماذا افعل ) .. ذهب الى ارض المباراة واخذ الخيل واستل سيفه  واتجه راكضا في خيله بناحيه ( بانكورو)  ولكن ....!! لم يضرب بانكورو انما وقف فجاءه وضرب انف الحصان ..

اختل حصان ( بانكورو) واختل توازنه هو ايضا  وضربه المستشار واوقعه ارضا .. استغرب الحضور بدهشه حتى بانكورو نفسه استغرب ،  ورجع المستشار  لمنصة الشوجن .. وقبل ان يساله الشوجن كيف فعلت هذا .. فقال له المستشار ..هم يحاربونه  بمهارة السيف وانا كنت احاربه في ( مهاره العقل )

انتهت القصة ..

ماذا نتعلم .. ؟؟

بانه ضرب القواعد المرتكز عليها الفارس تشله ويسهل ضربه ... وقوة الفساد  عندنا تم ضربها بشدة اربع سنوات وفي الاسماء ولكن الى الان لم نجعلها مختلة في توازنها لكي نضربها و ( نطرحها ارضا) ،  قوى الفساد مرتكزة على نظام مالي اقتصادي قائم على الفساد وهذا النظام ينهب خيرات البلد منذ ظهور النفط وحتى اليوم وكلنا يعلم ان هذا النظام الفاسد أنشأه الحلف القديم بين التجار و السلطة ( الأسرة ) وهم مكملين لبعض وعلاقتهما ببعضهما البعض علاقة مصلحة متبادلة ولاتغرنا الخلافات التي تظهر بينهما بين فترة وأخرى فهذه الخلافات تدور حول من يأخذ أكثر من الآخر ..

فهل عرفتم الآن من هو الخيل ؟ومن هو الفارس ؟ وبالتالي نحدد من نضرب !

السؤال اضعه بين أيديكم.

كتب: فواز البحر

تعليقات

اكتب تعليقك