المكيمي مستشفى في قلب عيادة
زاوية الكتابكتب سبتمبر 30, 2013, 2:50 م 1754 مشاهدات 0
لم تكن مهنة الطب مهنة تجارية يستخدمها من زاولها طريقا للشهرة والتكسب الشخصي بل هي مهنة إنسانية بالدرجة الأولى يحس كل من زاولها بالأمانة والصدق بشعورً لا يوصف متى ما بذل الطبيب العناية الكافية ونتجت عن تلك العناية شفاء للمريض فهو في ذلك الإنجاز تجده قد وصل إلى القمة لما توصل إليه وخاصة في تحقيق توصيل رسالته.
فمهنة الطب دائماً ما تستغل الطبيب ولا يستغلها متى ما أحبها فإنها تأخذ وقته وجهده وعلمه وعمله كله تحت خدمتها تحقيقاً لخدمة المرضى في تطبيبهم، فإذا ما سلك الطبيب ذلك الطريق أبدع في مهنته فأشهر الدول التي تميزت بالطب كان ذلك ناتجاً عن إتباع الطريق القويم لاطباءها.
ونحن في دولة الكويت نفتخر بالأطباء الكويتيين الذين تميزوا كل حسب تخصصه ونذكر نموذجا نفاخر به وهو طبيب العظام الدكتورعلى المكيمي وهو الطبيب الذي رفض اكبر العروض الخارجية في اكبر المستشفيات ورفض جميع عروض الحكومة لاستلام أي وزارة ولاسيما وزارة الصحة بل تجاوز ذلك الطبيب الحاذق كل تلك العروض بتنازله عن منصبه كرئيس قسم بمحض إرادته وتفرغ لمتابعة المرضى في كل من مستشفى الرازي، وشيخان الفارسي وأخذ يسخر جل طاقاته لخدمة مرضى العظام ومتابعة حالتهم وليس ذلك فحسب بل أصبح يحجز نفسه بنفسه داخل المستشفى لمتابعة الحالات الحرجة والاطمئنان عليهم دون ان يفكر في مقابل مادي أو معنوي بل جعل بين عينه سعادة المرضى ولم يقف جهده عند هذا الحد بل خصص يوماً لمتابعة جميع المرضى من كبار السن والمعاقين والحالات الحرجة ويكون ذلك بعد ان ينهى جميع أعماله في ذلك اليوم وينهي مروره على جميع الأجنحة لمتابعة حالات المرضى فقد خصص عيادة لذلك اليوم لاستقبالهم فما يأتي موعد تلك العيادة حتى تجد المرضى من كبار السن فرحين ومستبشرين بعد ان يأخذ دوره في الكشف مع ذلك الطبيب الذي لا تكاد الابتسامة تفارقه محياه رغم الجهد الذي يبذله ففي ذلك اليوم تجد جميع المستشفى في قلب تلك العيادة.
المحامي / حمود محسن الكليب
تعليقات