عن الفراغ القيادي والتيه الاستراتيجي!.. يكتب تركي العازمي
زاوية الكتابكتب سبتمبر 29, 2013, 12:48 ص 824 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / فردية التفكير الاستراتيجي
د. تركي العازمي
في عام 2007 جمعتني الأيام بقيادي له كاريزما مبهرة وسرعة بديهة لافتة للانتباه... حينما يتحدث لا تستطيع أن تقاطعه لكن شاءت الأقدار في ذلك اليوم بعد أن شدني سياق حديثه حول المفهوم الاستراتيجي (يعد من صلب عمل اي قيادي)... وقاطعته، ورغم المقاطعة ظل مبتسما مستمعا بانتباه!
افتقدت ذلك القيادي الفذ وترك الساحة لقياديين يتميزون بالتفكير الفردي استراتيجيا، وهذا التفكير ترك فراغا كبيرا بين القياديين والتابعين لهم!
المعلوم لدينا، ان أي استراتيجية لا تأتي من عمل جماعي يشارك فيه الجميع من خلال تكوين مجاميع حرة متحررة من اي قيود تضع تصوراتها حول رؤية المؤسسة، وهدفها والمطلوب تحقيقه في خطة العمل تعتبر فاشلة قبل أن تحتضنها الأوراق مشكلة استراتيجية «حشو كلام» و«أحلام»!
صاحبنا القيادي كان يحفز كل مسؤول لحضور فريق العمل لمجموعة تكوين الاستراتيجية الخاصة بالمؤسسة وكان في منتصف حديثه الجدي يطرح عبارات مضحكة لبسط حالة من الأريحية وبالتالي يشعر المشارك بأنه جزء مساهم في استراتيجية المؤسسة!
ذكرت هذا لمجموعة من الزملاء الأكاديميين بعد نقاش مستفيض ووضحت لهم كيف كانت نهاية ذلك القيادي الذي ترك منصبه بسبب تزعزع عامل الثقة في البعض من مجموعة كانت ملازمة له في كل مكان!
إذاً، الثقة مطلوبة والكاريزما شرط متأصل يجب توافره في القيادي وللقضاء على مؤشر تجاوز الثقة بالنفس الذي عادة يتصف به ممتلك هبة الرب «الكاريزما» يضع القيادي الصالح حوكمة محددة الأطر كي تكون قراراته غير فردية أعني غير متأثرة بهوى النفس!
ذكرت هذا بعد مراجعة لأوضاع القياديين لدينا وتحديدا في القطاع الخاص الذي أجريت عليه دراسة الدكتوراه.... انهم غالبا ما يتصفون بالفردية في طريقة عملهم الاستراتيجي لدرجة أن بعض المديرين التابعين لهم لا يعلمون عنها شيئا والصفة القاتلة التي اكتشفتها ان معظمهم عندما يحدث خلاف بين طرفين تجدهم يستمعون لطرف ويتركون الطرف الآخر لسبب مرتبط بالكيمياء الشخصية!
هذه الكيمياء الشخصية وعمل القياس على ضوئها من وجهة نظري تعتبر مدمرة للمؤسسة وان كانت نتائجها المالية جيدة وحتى وان كانت قيمها المعلقة على ممرات مباني المؤسسة تشير إلى قيم في غاية الروعة... انهم يذكرونني بقول «يقولون ما لا يفعلون»!
وأذكر هنا أن الدكتور ناصر الصانع النائب السابق تبنى مقترحا خاصا في اختيار القياديين ولم يجد النور ولو أن الحكومة تبنت ذلك المقترح لما وصلنا إلى وضع فيه من هوى الأنفس الشيء الكثير عندما أحالت بعض القياديين ممن أمضوا 30 عاما إلى التقاعد وتركت البقية المنظور في أمرها!
المراد، اننا نتحدث عن استراتيجيات تكتب على ورق وقياديين لا فكر استراتيجي لديهم ولا يملكون «الكاريزما» المطلوب توافرها في القيادي وهذه الفجوة (الفراغ القيادي والتيه الاستراتيجي) تركتنا نصارع افرازات الأنفس!
لذلك، نتمنى من كل فرد له علاقة بأصحاب القرار أن يحيطه بالأخطاء علما ويوجه له النصيحة لعله يأتي اليوم الذي نرى فيه الكفاءات وقد أخذت مكانها الصحيح.... والله المستعان!
تعليقات