الاستغناء عن القياديين دليل على عجز المسؤولين عن التقييم.. برأي وليد الجاسم
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2013, 12:56 ص 784 مشاهدات 0
الوطن
نظرية المؤامرة؟.. ربما!
وليد جاسم الجاسم
تجديد الدماء أمر لابد منه، والتغيير ضرورة لا يمكن تجاوزها ولا إنكارها، ولكن هناك جانب آخر اسمه الخبرة والقدرة واختلاف المؤهلات العلمية والشخصية والقيادية من شخص الى آخر، وهي مسائل تعني أن تطبيق معيار موحّد صارم في الاستغناء عن القياديين ليس إلا دلالة على عجز المسؤولين الأعلى عن التقييم وعن حسم الأمور وإنهاء خدمة من يجب إنهاء خدمته، والإبقاء على من يجب الإبقاء عليه.
الولايات المتحدة الأمريكية مع رونالد ريجن الممثل المسن الذي كان أحد أكبر من تسلّموا رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية حيث تولى الرئاسة وهو ابن سبعين عاماً، وفاز في الدورة الرئاسية اللاحقة أيضاً، هذا الرئيس المسن تمكن من توريط الاتحاد السوفييتي بحرب النجوم.. والتي نتج عنها انهيار العدو اللدود والمنافس الأكبر، وتمدد نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية على الكرة الأرضية برمتها تقريباً.
أما اليوم.. فالولايات المتحدة وهي تحت قيادة الشاب أوباما نراها وقد فقدت الكثير من بريقها وتميزها وقوتها وهيبتها، لدرجة أن الحليف الأقرب (بريطانيا) تخلى عنها فور الاعلان عن قرار أوباما ضرب سورية بسبب جريمة استخدام الكيماوي ضد المدنيين والثوار، وهذا يعني أن الهرِمَ المسن أحياناً يكون أكثر دهاءً وحكمة وقدرة واحتواءً من الشباب المندفع تحت فورة الحماس.
أقول ما أقوله ليس طعناً في قرار تجديد الدماء، ولكن رفضاً لوضع أسلوب موحّد لتقييم القياديين وكأنهم يخضعون إلى معايير فحص الجودة لمنتجات أحد المصانع. وأتساءل: ما الخطأ لو اتخذ كل مسؤول قراره وأبقى على الصالحين وأنهى خدمة غير الصالحين أو من يعرقلون قراراته ومن يقفون في وجه التطوير؟
وغير ذلك، فإن الخوف.. كل الخوف، أن يكون ما يحصل من توجه للإطاحة بكل القيادات القديمة ليس للهدف المعلن وهو تجديد الدماء، ولكن لهدف آخر هو الإتيان بقيادات جديدة تمسك بمفاصل الدولة وتدين بالولاء لمن جاء بها تمهيداً للإطباق الشامل على البلاد في الفترة القادمة عبر شبكة من القيادات التي تمسك كل الجهات الرسمية وتدين بالولاء الى طرف واحد.
110 قياديين
التقرير المنشور في الزميلة «القبس» منذ يومين والذي حمل أسماء 110 قياديين ممن تفوق خدمتهم 30 عاماً كشف عن صعوبة التطبيق العملي لقرارات إنهاء الخدمة والإحالة الى التقاعد لكل هؤلاء.
كما كشف التقرير عن خلل حكومي كبير حيث وردت أسماء قياديين تمت ترقيتهم الى مناصبهم القيادية منذ شهور أو سنة، الأمر الذي يؤكد أن الحكومة تسير دون خطة واضحة، وإلا كيف ترقّي اليوم الموظف الى درجة قيادية لمدة أربع سنوات ثم تقرر بعد شهور إقالته؟!
تعليقات