عن استئصال 'الإخوان'!.. يكتب عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 983 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  استئصال 'الإخوان'

عبد العزيز صباح الفضلي

 

ترددت مطالبات عدة في مصر وبعض الدول باستئصال جماعة الإخوان المسلمين، ومعنى الاستئصال هو أن يتم القضاء عليها وعلى جذورها فلا تقوم لها قائمة بعد ذلك.
وقبل الحديث عن امكانية تحقيق هذه الفكرة من عدمها، لا بد أن ننظر إلى عقلية وأخلاق وفكر ودوافع من يدعو لها.
فنفسية الاستئصاليين تنطلق من روح الحقد والحسد والانتقام من هذه الجماعة التي اختار الشعب أحد أعضائها ليكون رئيسا للبلاد في الوقت الذي رُفض فيه الناصري والعلماني وأزلام النظام السابق. ويطالبون بالاستئصال من هذه الجماعة التي وقفت في وجه مصالحهم، وفضحت تآمرهم وعمالتهم مع الغرب.
ويريدون استئصالها بناء على أوامر تأتيهم من أسيادهم في العالم العربي والغربي، والتي رفضت الجماعة ورئيسها المنتخب أن تكون تابعة لمخططاتهم وأهدافهم أو تسلم قرارها لتجعله بأيديهم.
وأما موضوع إمكانية استئصال جماعة الإخوان فإنه لا التاريخ ولا الواقع يدلان على إمكانية تحقق هذه الدعوة الاستئصالية.
فلقد حُلت جماعة الإخوان المسلمين في عهود رؤساء مصر السابقين ومع ذلك لم تزدد الجماعة إلا قوة وعددا. والواقع يشهد بأن جماعة الإخوان اليوم أقوى مما كانت عليه بالأمس، بدليل أن من كان يهاجمها بالأمس يقف معها اليوم - طبعا من المنصفين، والظلم البين والواضح الواقع على الجماعة اليوم كسب لها أنصارا كثرا، أخذوا بالدفاع عنها ومناصرتها.
لقد أتاني أحد الشباب وقال لست من الإخوان ولكنني لا أقبل بالظلم الواقع عليهم، وإنني أدافع عنهم اليوم لما أرى من صدق مواقفهم ونزاهة أيديهم. فبحمد الله أن هذا الشاب وغيره الكثير من الشرفاء هم الأكثرية التي لا تقبل الظلم، وتدعو إلى الإنصاف.
ثم إني بهذه المناسبة أود أن أطرح على هؤلاء الاستئصاليين سؤالا لعلي أجد عندهم إجابة مقنعة تجعلني والقراء ربما نؤيدهم بدعواهم، ألا وهو ما الجرم الذي ارتكبه الإخوان حتى تتم المطالبة باستئصالهم؟
هل مثلا كانوا عملاء للغرب وتآمروا على استقلال الوطن وأمنه؟ هل استغل الإخوان نفوذهم في حكم الرئيس مرسي، فنهبوا ثروات البلاد؟ هل ضيع الإخوان ثروات البلاد وباعوها لدول عربية أو غربية من خلال رشاوى تسلموها؟ 
أعتقد أن من سيبحث في تاريخ الجماعة منذ تأسيسها في عهد الإمام حسن البنا عام 1028 إلى يومنا هذا لن يجد دليلا واحدا على خيانتها للأمة وسيرجع خالي الوفاض.
بل من سيبحث سيجد أن المنتمين للجماعة هم من أكثر الناس إخلاصا وتضحية وبذلا من أجل أمتهم وأوطانهم، فيكفي تاريخهم المشرف في حرب 1948، ويكفي حملهم لواء الدعوة إلى عودة الأمة إلى مصدر عزها وهو الكتاب والسنة بعد أن ضللتها دعوات الشيوعية والقومية والاشتراكية والبعثية، يكفي في الكويت ما قام به المنتمون لجمعية الاصلاح أثناء وبعد الغزو العراقي من أدوار من أجل جمع الكلمة ووحدة الصف.
لقد أسهمت جمعية الإصلاح الاجتماعي بلجانها المختلفة وأبنائها المخلصين في رفع اسم الكويت عاليا في المجالات الإنسانية والدعوية والخيرية، وأعتقد من الجحود ونكران الجميل أن تكون هناك مطالبات ولو كانت من القلة بإغلاق مؤسساتها ولجانها أو استئصال الأفراد المنتمين لها. 
فيا من دعوتم إلى استئصال الإخوان سيكون حالكم كالقائل:
كناطح صخرة يوما ليوهنها... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك