عن 'الشاهين' و'شيوخ الفضائيات'!.. تكتب فوزية أبل
زاوية الكتابكتب سبتمبر 26, 2013, 12:50 ص 1043 مشاهدات 0
القبس
الشاهين.. و'شيوخ الفضائيات'
فوزية أبل
• ثورة 25 يناير وسعت فضاء الحرية في مصر، فاستغلتها القنوات الإسلامية بشكل سيئ واستخدامتها لإطلاق التحريض والفتنة والفتاوى!
دور الإعلام المصري في الأحداث المتتالية التي شهدتها «المحروسة»، كان - وما زال - موضع تقييم من جانب المحللين، خصوصاً دور القنوات ذات الطابع الديني، والتطور العاصف الذي شهدته في توجهاتها، وفي مواكبتها - بطريقتها الخاصة - للحرية الإعلامية فيما بعد الثورة على نظام مبارك، تليها مرحلة حكم محمد مرسي، ثم السقوط المدوي لحكم الإخوان المسلمين.
قبل مدة، كان هناك نقاش في محطة «الراي» الكويتية حول التجربة الراهنة. وكان مستغرباً دفاع أحد المشاركين، وهو أسامة الشاهين، على تعامل محمد مرسي مع الإعلام المصري، ووصفه بأنه «تعامل راق»! بل، وقال «سؤال غريب عن استغلال الإسلاميين للإعلام»، وأن القنوات الدينية المصرية هي عن «الطلاق والزواج، وقال الله وقال الرسول»!
غريب أن يدلي بهذا التقييم نائب سابق ومثقف، وهو أحد أبرز نشطاء الشباب في تيار تنظيمي وسياسي، مثل الحركة الدستورية الإسلامية، ويدلي بحديث ربما فيه من التسطيح لذهن المشاهدين. ويفترض أن يكون من متابعي حملات التحريض والتعبئة المتصاعدة على شاشات القنوات الدينية المصرية طيلة السنوات الثلاث الماضية، والدور الذي قام به من كانوا يسمون «شيوخ الفضائيات»، أو «فقهاء ودعاة التلفزيون»، في تمزيق مكونات المجتمع المصري، التي وصلت أجورهم إلى آلاف الجنيهات!
فإذا كانت مواقع التواصل قد لعبت دوراً رئيسياً في إسقاط حكم حسني مبارك، فإن القنوات التلفزيونية «غير الأصولية» أسهمت في كشف أخطاء «الإخوان» الفادحة بعد وصولهم إلى الحكم، وقيام الرئيس محمد مرسي ومرشد الإخوان باحتكار جميع السلطات. على «إيقاع» تكفير القنوات الإسلامية لجميع القوى السياسية والمدنية الأخرى، واعتبارها خائنة ومتآمرة!
إلى جانب انتهاكات التنظيم السري للإخوان المسلمين تجاه حرية الصحافة والإعلام، والتي تناول فصولها وشهودها، كتاب «الشاطر مرسي»: حرية التعبير في عهد أول رئيس مدني منتخب للصحافي مصطفى فتحي.
في تلك الآونة، لوحظ أن الحرية الإعلامية التي كرّستها الثورة على مبارك قد استغلتها القنوات الإسلامية بشكل سيئ، وكأنما الدعاة قد انتقلوا من منابر المساجد إلى تلك القنوات التي ما لبثت أن احتلت الصدارة، وأمعنت في التحريض والفتنة بعيداً عن القيم الأخلاقية والدعوية، وفتاوى تكفير كل من ينتقد تصرفات أركان السلطة.
كل من ينتقد مرسي راحوا يصورونه بأنه خارج عن الإسلام. حتى أنه جرى اتهام شباب وشابات الثورة الحقيقيين، الذين قدّموا الشهداء، بأنهم ساقطون أخلاقياً.
وبعد سقوط حكم مبارك وانكسار حاجز الخوف، فقد ظهرت قنوات بمختلف التوجهات، ولكن قنوات الفتنة راحت تضرب مقومات المجتمع، وتشجع على قطع الطرق واستهداف أمن البلاد ومرافقها الحيوية، فضلاً عن إبراز الإخوان وكأنهم الضحية، أو كأن الشرعية لا تزال لمحمد مرسي، على الرغم من فشله في تحقيق مشروع حقيقي خلال توليه السلطة ومسخه للدستور.
وكان آخر «إنجازاته» تعيين محافظ للأقصر متهم بقتل السياح قبل 14 عاماً، وصولاً إلى سيناء، حيث يدفع الضباط والجنود حياتهم ثمناً لمؤامرة تطول مصر وحدودها وشعبها.
يبقى أن نشير إلى أن الشعب الذي انتفض ضد مبارك، ثم ثار على مرسي، لم يكن هاجسه «إسلامياً» ولا «ليبرالياً». لم يقدم كل تلك التضحيات من منطلق ديني أو غير ديني. لقد ثار على الاحتكار والتعسّف والفساد، وعلى استئثار بعض القوى والأفراد بثروات البلاد وبمقدراتها.. ومؤسساتها.
تعليقات