'الصحة' تعيش على المساعدات و'الأشغال' لا تعرف التخطيط!.. ناصر الحسيني متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 900 مشاهدات 0


عالم اليوم

صرخة قلم  /  عبد الفتاح العلي ووزارة الأشغال

ناصر الحسيني

 

قبل عدة ايام صرح اللواء عبدالفتاح العلي قائلا ان سبب الازدحام المروري هو وزارة الاشغال، وحقيقة بالنسبة لي لم يقل العلي شيئا جديدا، فقد سبق وان كتبت اكثر من مقال عن سوء تخطيط الشوارع من قبل وزارة الاشغال، وتحديدا عندما كان وزيرها فاضل صفر، واليوم يكرر الاخ عبدالفتاح العلي ما قلته قبل عام .

فعندما تتجول في شوارع الكويت الداخلية والخارجية تتعجب من تخطيط وزارة الاشغال للشوارع العامة والفرعية، فأغلب الشوارع تخططها الوزارة على استيعاب سيارتين فقط، وكأننا في ايام الستينيات، وهنا نتساءل، هل مهندسو وزارة الاشغال يعيشون بالكويت ام خارجها؟ فحتى الطفل يعلم ان السيارات بالكويت اعدادها تتضاعف كل خمس سنوات؟ 

فمثلا طريق السالمي، وهو طريق سفر، ويستغله من يريد الذهاب للحج والعمرة والاردن وسوريا ولبنان، ومع ذلك استيعابه لسيارتين فقط، وكأنه شارع داخلي في منطقة سكنية، وليس طريقا سريعا، كذلك هذا الطريق عندما تسلكه ليلا، وتشاهد أعمدة الانارة، يتضح بأن الطريق ليس مستقيما من الجهراء وحتى السالمي، بل صمم متعرج بحرف S من اجل ان تطول مسافة الطريق وترتفع قيمة العقد، فلو صمم طريق السالمي بالشكل الصحيح ومستقيم من الجهراء الى المركز الحدود لأصبحت المسافة 70 كيلومترا تقريبا بدلا من 100. 

اما الشوارع الداخلية، فالطريق الفرعي في نهاية جمال عبالناصر والمؤدي الى دوار الشيراتون، تجده منعطفا خطيرا ولا يتسع الا الى سيارة واحدة، فلو تعطلت به سيارة، لشلت كل حركة شارع جمال عبدالناصر، كما ان الجسر الواقع امام فندق الشيراتون لا يتسع الا لسيارة واحدة، ولو سلكت هذا الجسر سيارة بها عائلة واحترقت (لا سمح الله) او انقلبت، لتعطل الجسر، ولم يستطع احد الوصول الى السيارة لانقاذ الركاب، كما ان غالبية الطرق بالكويت مكونة من (حارتين فقط) فلو تعطلت سيارة لشلت الحركة المرورية، وانا متخوف ان الجسور الجديدة التي يتم بناؤها حاليا لا تتسع الا لسيارة او سيارتين، وهذا يعني ان الازدحام لن ينتهي، لانه لو حصل حادث او تعطلت سيارة سيغلق الجسر. 

ان بعض المهندسين الذين يخططون شوارع الكويت، هم من ورط الكويت بهذه الازدحامات المرورية، فاما انهم اصحاب شهادات مزورة، او انهم لا يعلمون عن واقع الشعب الكويتي، كما ان المرور يتحمل جزءا من المشكلة المرورية، لأن من واجبهم ان يزودوا الاشغال بأعداد السيارات حاليا والمتوقع خلال خمس سنوات المقبلة، ويفرضوا على الاشغال توسعة الشوارع الجديدة.

نهاية المطاف ان وزارة الصحة وعلى لسان وزيرها تعيش على المساعدات المالية، ووزارة الاشغال لا تعرف حتى تخطط شوارع الكويت بشكل يتناسب مع اعداد السيارات، فبالله عليكم هل تنتظرون ان تصبح الكويت مركزا ماليا وتجاريا؟

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك