كيف لم تنجح الحكومة في الحفاظ على الوحدة الوطنية؟!.. وليد الجاسم متسائلاً

الوطن

مشاوي بو خلف

وليد جاسم الجاسم

 

كيف لم تنجح الحكومة.. بل الحكومات المتتالية طوال السنوات الماضية من عمر الدولة الحديثة في الحفاظ على الوحدة الوطنية رغم كل القوانين الصادرة وتصريحات التهديد والوعيد.. والكلمات المعسولة والحالمة والرومانسية التي تُلقى في الخطب واللقاءات العامة؟؟
سؤال تبادر إلى ذهني وأنا أقلب أسياخ الشواء على دوّة متواضعة في مزرعة بسيطة عند الأخ (بوخلف) في الوفرة.
بوخلف هذا رجل ستيني العمر كويتي، تقليدي يحب «الحلال» ويحتفظ بكميات بسيطة منه في مزرعة لأحد أصدقائه بالوفرة، لكنه يبذل جهدا كبيراً في رعايتها والاعتناء بها، واكتساب الخبرة خصوصا وانه لم يكن صاحب اهتمامات قديمة في هذا النوع من العمل أو الهوايات كما انه ليس له امتدادات عائلية ذات صلة بهكذا نوع من العمل والاقتناء.
الحضور على مائدة بوخلف كان (ودون ترتيب مقصود) يمثل فسيفساء المجتمع الكويتي الذي هو اصلا مجتمع مهاجرين.
الشيعي موجود والسني موجود، الحضري موجود والبدوي موجود، العيمي موجود والعربي موجود، كلنا اجتمعنا على مائدة عفوية تحت رحمة نسمات الجو الذي هدأ غضبه وخفتت ناره مع دلوق النجم المحبوب والأكثر شعبية في المنطقة.. (سهيل) الذي طالما تغنى به الشعراء وهاموا به حبا.
احاديث جميلة دارت، قفشات ودعابات متتالية، احاديث جادة حول الاوضاع في البلاد واسباب التردي الحاصل في كل المجالات رغم وجود كل متطلبات النجاح، حوار حول الحلال وانواعه واسعاره، وحديث مطول حول فحل بيع أخيرا بمبلغ (20 الف دينار)، شاي من قواري صين في حفرة بالارض تحيط بها قطع من الفحم المتقد.. ثم انفض المجلس بود ووئام مثلما انعقد بحب واحترام.
وبقي السؤال الحائر لم يجد اجابة.. لماذا نجح (بو خلف) فيما فشلت فيه حكومات الكويت ومجالس امتها منذ عقود، وامتد الفشل الذريع الى اليوم؟