يوسف الوبيري يكتب عن سلالم المتسلقين بالبلاد

زاوية الكتاب

كتب 2519 مشاهدات 0

يوسف الوبيري

 

'سلالم المتسلقين'

يوسف الوبيري

البلد تضج بالمتسلقين بشكل رهيب ومبهر بل يكاد أن يكون هذا النوع من البشر -إن صحت تسميتهم بذلك- ثاني أكبر ناتج قومي بعد النفط وهذه الظاهرة الغريبة والمقيتة والتي تدعو أساتذة علم النفس والإجتماع إلى دراستها وتحليلها تحليلاً موضوعياً و وضع الدوافع والمسببات والحلول السريعة لها بشكل جذري والا فسنجد التسلق في المستقبل القريب من الصفات الأصيلة للمجتمع الكويتي ، يقول صديقي 'خالد حمود : جميعنا نترك خلفنا أثر إلا المتسلقين يتركون خلفهم السلالم' وهذا ما يعيق حركة الأناس المحترمين من الشعب الكويتي وهنا أستعير جملة 'الدكتور عبيد الوسمي عندما قال: بعض الكلاب من الشعب الكويتي' وأتذكر عندما أطلق هذا المصطلح كيف ثارت حفيظة وسائل الإعلام إلا أنني أرى أن إستخدامة للمصطلح كان لطيفاً وذلك لأنه أستخدمة كإستثناء وهو ما يخالف الواقع مع كل أسف فالواقع يقول أن القاعدة أصبحت تدعم التسلق والإستثناء هم المحترمين من الشعب الكويتي لذلك سأقول 'بعض المحترمين من الشعب الكويتي الذين لم يمارسوا التسلق حتى الآن' وقد يكونوا لم يفعلوا ذلك لجهلهم بطرقه وأساليبه ومن يعلم فقد يتم إفتتاح جامعات لتعليم منتسبيها أصول التسلق وتخريجهم منها ليمارسوه على أسس علمية وتطبيقات منهجية معتبرة قام بوضعها أباطرة التسلق في البلد والنماذج لهؤلاء الأباطرة كثيرة ومتعددة بل متنوعة أيضاً ، فقط أنظر حولك وستشاهد ضباط سابقين أصبحوا إعلاميين ومنظرين وكتاب وأصحاب مواقف سياسية ومصالح إنتخابية وسنشاهد شخص بسيط التعليم يعتبر نفسه أحد أقطاب المعارضة ورقيب في الجيش يطرح نفسه كصاحب رؤية إصلاحية جديدة وستشاهد شخصيات لم تنجح في دخول مجلس جمعية تعاونية تخوض غمار العمل البرلماني والأمثلة لا تحصى على تلك النماذج التي لا تنشد شيء غير أن تتسلق على أكتاف الوطن والمواطنين دون النظر إلى المصلحة العامة وهنا يجب أن لا نغفل دور السلطة في دعم ذلك التوجة ورعايته وهذه النقطة تذكرني برواية 'دمية النار' لبشير مفتي والذي ناقش هذا الموضوع من خلال روايته التي طرح فيها نموذج لشخص 'أمعة' ترعاه السلطة ليتقلد أعلى المناصب لمجرد رضى القيادة عنه وهو ما يجعل بقية الشعب يصاب بصدمة فكرية تدفعه بأن يحتذي حذو هذا 'النكرة' مما يصب في مصلحة السلطة ويحط من قدر الوطن.

أرجو أن لا يكون هذا التوجة مخطط له وإن كنت أكاد أجزم أن كل شيء سيء في الكويت لم يحدث أبداً على سبيل الصدفة.

آخر السالفة: ليست السلطة فقط هي الملامة على دعم الإمعات وإبرازهم في المجتمع أيضاً أقطاب المعارضة فعلت ذلك وبشكل أقبح مع كل أسف.

الآن - رأي: يوسف الوبيري

تعليقات

اكتب تعليقك