وليد الجاسم يكتب عن حقيقة علاقة مبارك بالأمريكان!
زاوية الكتابكتب سبتمبر 21, 2013, 12:23 ص 940 مشاهدات 0
الوطن
ثلاث ساعات مع حسني مبارك
وليد جاسم الجاسم
«شوف يا ابني.. الأمريكان دول ولاد كلب، ويعملوا أي حاجة فيها مصلحتهم»!!
تلك كانت إجابة الرئيس المخلوع حسني مبارك رداً على سؤال مني في لقاء صحافي خاص لـ «الوطن» أجراه معه رئيس تحرير «الوطن» السابق المرحوم بإذن الله جاسم محمد المطوع وقد كنت بمعيته في ذلك اللقاء الذي امتد ثلاث ساعات إلا عشر دقائق!
في هذا اللقاء الذي تم أواسط التسعينيات سألت الرئيس المصري سؤالاً يحيرني كثيراً، وكنا للتو قد خرجنا من تجربة الغزو العراقي وما زلنا نعيش أوج صدمتنا من بعض الإخوة العرب الذين شمتوا فينا واستلذوا بما أصابنا وتمنوا زوال دولتنا.
كنت من محبي الرئيس المحرر جورج بوش الأب ومن عشاق المرأة الحديدية مارجريت تاتشر، وأحمل في نفسي الكثير من العرفان والتقدير لهما وكذلك للمغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز وللرئيس حسني مبارك الذي نتفهم مشاعر شعبه ضده، لكن لا ننكر الدور الهام الذي لعبه في حسم التصويت في الجامعة العربية وتوفير الغطاء الشرعي للجهود الدولية وصولا الى بدء العمليات العسكرية لتحرير الكويت التي ساهمت فيها القوات المصرية ببسالة.
سألت مبارك: سيادة الرئيس.. ربما لن يكتب لي أن أسأل شخصا بموقعك وعايش الاحداث مثلما عايشتها انت عن سؤال يحيرني كثيرا.. هل بالفعل يمكن ان تَصْدُقَ الرواية المتداولة عن استدراج الامريكان لصدام نحو غزو الكويت؟، هل يمكن ان يكون الامريكان هم الذين استدرجوا صدام ليفعل ما فعل ببلاهة.. ثم يعاقب هو على فعله ونستباح نحن كدولة ايضا يجب ان تؤدب لانها لم تكن تقبل بوضع اي قواعد امريكية؟.. هكذا يروّجون ولا أعرف الحقيقة.
فسكت الرئيس قليلاً.. ثم رفع رأسه ونظر نحوي نظرة حانية.. وقال: «شوف يا ابني.. الامريكان دول ولاد كلب.. ويعملوا أي حاجة فيها مصلحتهم».
انتهت هنا اجابة الرئيس (آنذاك) حسني مبارك التي لم تكن للنشر طبعاً، وترك الباب (موارباً) دون ان يحسمها، لكن الأكيد ان اجابته تحمل الكثير من عدم الثقة والشك في الامريكان والا لجزم بالنفي.
تلك الاجابة، تذكرتها بالامس وانا استمع الى التسجيلات التي تبثها صحيفة «اليوم السابع» المصرية على موقعها الالكتروني، وسمعت فيها حسني مبارك نفسه ولكن بعد خلعه وفي سنة 2013 (أي بعد نحو 18 عاماً على اللقاء) وهو يقول: حماس هم اللي ساعدوهم في الثورة (يقصد انهم ساعدوا الاخوان)، والامريكان اشتغلوا فيها (أي في الثورة) من سنة 2005، وانا كنت حاسس، الامريكان كانوا عايزين يزيحوني بأي ثمن وقلت لهم اني في 2011 حسيب الحكم، لكنهم طلعوا اشاعة التوريث والناس صدقوهم.
نفس الارتياب تجاه الامريكان من حسني مبارك يتكرر اليوم في سنة 2013 بعد كل تلك السنوات من إجراء اللقاء.
وبالطبع لا اعيد كلامه القديم ولا أسرد كلامه الجديد من باب تأكيد صحته ولا من باب نفيه، ولكن من باب ان الشيء بالشيء يذكر.. وربما يكون في هذه المعلومة أمر مفيد.
تعليقات