إلى متى نتحدث عن التنمية ولا نراها واقعاً ملموساً؟!.. سامي الخرافي متسائلاً

الأنباء

جرس  /  كرت تعبئة

سامي الخرافي

 

لاشك أن كثيراً من الدول المتقدمة تسعى إلى راحة ورفاهية مواطنيها من خلال تنفيذ كثير من المشاريع الطموحة وأهمها إدخال التكنولوجيا في تسهيل وإنجاز معاملات مواطنيها الخاصة مع المؤسسات الحكومية دون أن يحضروا إلى هذه المؤسسات لتوفير الوقت والجهد والمال، وتخفيف الازدحام في الشوارع.

وإذا قارنا ما فعلته حكومات تلك الدول بما يحدث في كثير من وزاراتنا لشاب الرأس مما نسمع ونرى، فكي تنجز المعاملة عليك أن تحضر شخصياً مبكراً لتحصل على رقم ومعك 'الواسطة' في أغلب الأحيان، ثم تأتي بعد ذلك المعاناة الحقيقية حتى تنجز معاملتك التي قد تستغرق يومك كله، وأحياناً أكثر من ذلك، ولك أن تتخيل 'شحططة' المراجع على عدة جهات حكومية لإخراج ورقة ' فقط ورقة'، التي تطلبها تلك الجهة لإنهاء معاملتك.

ومن الأمور المبكية المضحكة في نفس الوقت أن بعض الحالات وصلت فيها الأمور لإنجاز معاملتك بسرعة، وهي معروفة في بعض الوزارات، بأن عليك أن تحضر معك 'كرت تعبئة' لتقديمه لبعض الموظفين والموظفات لكي تمشي أمورك بسرعة، وتلك الأمور يعرفها كثير من المندوبين الذين يراجعون هذه الوزارات بشكل مستمر.. يقول لي أحد الأصدقاء إن مندوبه من جنسية عربية يحمل دائماً في جيبه طابعا لإنجاز المعاملة والكروت التي تطلبها منه إحدى الموظفات، وهي سيدة كبيرة، وتبرر تلك المساعدة بأنها من أجل عيالها 'ما يخدم بخيل'.

ما يحز في النفس، ونراه بأم أعيننا، هو وجود الخير والنعمة في ديرتك ولا نرى ما يدل على تطورها في هذا الأمر، وكذلك وجود هذه الأعداد الضخمة من أجهزة الكمبيوتر في جميع الوزارات، لكن دون وجود تنسيق وربط بينها، إلى جانب عدم وجود خطة واضحة تدل على وجود رؤية واضحة لإنهاء معاناة المواطن وتخليصه من هذا العناء المتعب لإنجاز المعاملات بشكل أسهل ، اضف إلى ذلك بأن بعض المسؤولين وصلوا إلى مناصبهم بالواسطة، وهم غير جديرين بالمكان الذي وضعوا فيه.

لماذا لا تكون هناك شركات مهمتها توصيل المعاملات إلى عنوان المراجع من خلال رسوم بسيطة من أجل راحته؟ ولماذا لا نكون مثل مواطني تلك الدول الذين ينجزون معاملاتهم وهم في بيوتهم؟ وإلى متى ونحن نتحدث عن التنمية والتطوير في كل مناسباتنا ولا نراهما واقعاً ملموساً كشأن بقية الدول التي خطت خطوات واسعة في هذا المجال؟