المرور مشكلة قاتلة لا تنفع معها الحلول الترقيعية.. بنظر عادل المزعل

زاوية الكتاب

كتب 1123 مشاهدات 0


الوطن

المرور ومشكلة ازدحام الشوارع

عادل نايف المزعل

 

الصورة المؤلمة التي بدت عليها شوارع الكويت في بداية العام الدراسي للمرحلة الابتدائية وبعد يومين للمرحلتين المتوسطة والثانوية ومن قبلهم الجامعة والمعاهد وعودة الطيور المهاجرة الى اعمالهم لا يستطيع بشر ايا كان ان يتحملها، وهذه الصورة تلقي بظلال الشك على الجهود الترقيعية والحلول الآنية التي لا تشكل حلا كاملا لأزمة طال أمدها واستشرى خطرها وباتت تستنزف طاقات وأعصاب المواطن والمقيم في ذهابه الى دوامه او ايصال ابنائه الى مدارسهم، ومشكلة المرور في الكويت مشكلة قديمة لكنها لم تجد من يريد القضاء عليها، وزاد من استفحالها عدة امور اولها: الزيادة السكانية التي لم يحسب لها مخططو شوارع الكويت حسابا، فقد تحولت الكويت الى ابراج وازداد عدد الكويتيين والعمالة الوافدة ومع التوسع العمراني الأفقي والرأسي ظلت شوارعنا على حالها لم يلحقها اي توسيع او تعديل.
وثانيها: التوسع والمبالغة في اعطاء رخص للتاكسي الجوال ورخص القيادة لكل من هبّ ودب وما يقارب 20 ألف رخصة مزورة كما قرأنا في الصحف وأصبحنا نجد التاكسي الجوال اكثر من الزبائن وضاقت الشوارع بهذا الكم الهائل من التاكسي الجوال الذي لم يحسب حسابه في سعة شوارعنا، وثالثها: الباصات التي يكفي عدد قليل منها لغلق اي شارع فلا شوارعنا ولا عدد ركاب الباصات يتناسب مع حجم الباصات وسعتها فهي لا تتناسب مع الكويت وشوارعها وعدد مستخدمي الباصات وكان يكفي ان تستخدم هيئة النقل العام الميني باص مراعاة لسعة شوارع الكويت، وعدد من يستخدم الباصات، ورابع الاسباب: اننا لم نسع جاهدين لتطوير البنية التحتية لشوارع الكويت بفكر ناضج فقد حشرنا المدارس في مناطق محدودة مما جعل الوصول لهذه المدارس ضربا من المستحيل مع ساعات الذروة في الصباح وعند العودة من الدوام، اننا جميعا امام مشكلة خانقة قديمة جديدة بآثارها المدمرة وكذلك حفر الشوارع الدائم وهذه تتحملها وزارة الأشغال في عدم سرعة إنجاز العمل ، الحل في تنظيم ساعات العمل للمدارس والوزارات والتوسع في النقل الجماعي وسرعة تنفيذ مترو الأنفاق وإيقاف اعطاء التراخيص لمدة عام، وان تستبدل هيئة النقل العام بباصاتها ذات الحجم الكبير الميني باص، فالركاب هم الركاب لكن الباصات الصغيرة لن تغلق الطريق امام السيارات الأخرى، كما هو حاصل مع الباصات الآن، والحل في إعادة توزيع الوزارات بدلا من تكدسها في مكان واحد، وفي الخروج الى الصحراء، تعميراً ونقلا للمصالح الحكومية والوزارات، والحل كذلك في دراسة عوائق المرور في كل شارع على حدة، وانشاء طريق جديد مثلا الدائري الثامن وغيره لحل هذه المشكلة القديمة واقامة جسور جديدة وجزر صناعية، لن نكون كالنعامة وندعي الكمال فلدينا مشكلة مرورية قاتلة خانقة مضيعة للوقت والجهد ومدمرة للأعصاب، نبحث عن حل ولا تنفع معها حلول ترقيعية، نريد الحسم وجراحة عاجلة فهل من مجيب؟! شاهدوا دولة الإمارات وشوارعها الجميلة أدام الله عليهم النعمة اللهم آمين، وبالرغم من مشاكل المرور الا اننا لا ننسى الجهود الجبارة لرجال المرور الاوفياء، فلهم منا كل تحية وتقدير، ونشكر اللواء عبدالفتاح العلي ومساعديه على هذا الجهد الجبار، اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك