مبارك الهاجري لـ'بوتين': زمن القياصرة ولّى دون رجعة!

الراي

أوراق وحروف  /  بوتين.. والمبادرات الفاشلة

مبارك محمد الهاجري

 

السياسة الروسية في عهد الرئيس القديم الجديد فلاديمير بوتين، سياسة قائمة على التناقضات وخلط الأوراق، سياسة أقرب شبها بالرمال المتحركة، وآخر ما تفتقت عنه هذه السياسة الماكرة المبادرة الروسية حول سورية ومحاولات التحايل في ملف الكيماوي وتمييعه إلى أقصى درجة، مراهنة في الوقت ذاته على نسيان الرأي العام العالمي لما حدث في الغوطتين الشرقية والغربية!
الملف السوري شبع مؤتمرات وندوات أممية فارغة ولم يعد هناك مزيد من الوقت للدخول في مفاوضات جديدة، فالأوضاع الإنسانية هناك بلغت حدا لا يطاق، وتداعيات هذا الملف خطيرة جدا على المنطقة كلها إن لم يتم حسمه والخلاص من هذا النظام الذي بات يشكل عبئا وضغطا على المنظومة الدولية!
تسلم باريس زمام المبادرة أخيرا واتخاذها الحل الليبي لحسم الملف السوري قد يعجل بزوال النظام، ما يعني أن العد التنازلي قد بدأ لاقتلاع نظام مارس الإرهاب طيلة عقود وتسبب في إشعال الحروب والأزمات والاغتيالات السياسية دون أن يناله عقاب المجتمع الدولي!
هناك حقيقة وعلى الرئيس بوتين أن يعيها جيدا،أن زمن القياصرة قد ولّى دون رجعة، وأن سياسة الحديد والنار لم تعد موجودة في عالم اليوم المتحضر والإنساني، ومن الأجدى والأولى أن توجهوا مبادراتكم إلى الشعب الروسي خصوصا أنه يعاني من التسلط والحكم البوليسي وتكميم الأفواه والقمع ومصادرة الحريات، وهنا يتساءل المرء كيف لروسيا أن تكون طرفا موثوقا به في الأزمات الدولية وملفها متخم بتجاوزات رهيبة في مجالي حقوق الإنسان والحريات؟!...مجرد تساؤل!