نجم صناعة السيارات 'عربي'

الاقتصاد الآن

يدير عملاقين بمساعدة نحو 300 ألف موظفا

2655 مشاهدات 0


أنقذ 'نيسان' من الإفلاس عام 2000، وحولها للربحية خلال عام واحد، و20 مليار دولار من الديون أُطفئت خلال 3 سنوات، مهمة وصفت حينها بالمستحيلة، واليوم يعد كارلوس غصن واحداً من أبرز 50 رجلاً في عالم السياسة والأعمال.

ولد كارلوس غصن عام 1954 في بورتو فاليو بالبرازيل وعاش فيها حتى سن السادسة حيث انتقل بعدها مع أمه إلى بيروت وأكمل هناك دراسته الإعدادية، تخرج كارلوس غصن من مدرسة هندسة (École Polytechnique) في فرنسا عام 1978 وحصل على بكالوريوس في الهندسة. وهو يحمل الجنسيات البرازيلية واللبنانية والفرنسية، بالإضافة إلى تحدثه 4 لغات بطلاقة هي لغته العربية، والفرنسية، والبرتغالية والإنجليزية، ودرس في لبنان وفرنسا، وتخرج في جامعة ايكول بوليتيكنيك. وتدرج غصن منذ عام 1981 في العمل انطلاقاً من ميشلان الفرنسية، ثم انتقل ليعمل نائباً للرئيس التنفيذي لرينو اميركا الجنوبية.
عمل كارلوس غصن مدير مصنع في (Le Puy) في فرنسا ومن ثم عمل مديرا للتطوير والأبحاث في مجال الإطارات الصناعية في (Ladoux) ثم انتقل للعمل في شركة ميشلين في البرازيل مديرا للأبحاث والتطوير لعمليات الشركة في أمريكا الجنوبية واستمر بالعمل مع ميشلين لمدة 18 عاما وكان آخر منصب له هناك هو رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي.
انضم كارلوس غصن لشركة نيسان كمدير للعمليات عام 1999 وأصبح رئيسا للشركة عام 2000 وتم تعيينه رئيسا تنفيذيا عام 2001. كانت نيسان في بداية انضمامه للشركة تعاني عجزا في الميزانية وديونا تبلغ 22 مليار دولار، ومن بين الموديلات ال 48 للسيارات التي كانت تنتجها نيسان فإن ثلاثة منها فقط كانت تحقق الأرباح، وقد وعد كارلوس غصن أن نيسان ستتخلص من ديونها بحلول عام 2005 وبعد سنة واحدة فقط من انضمامه للشركة ارتفعت أرباح نيسان من المبيعات لتبلغ 2.7 مليار دولار في حين أنها كانت السنة السابقة تعاني من خسارة قدرها 6.1 مليار دولار. ونتيجة لتوجيهاته فقد ارتفع هامش ربح نيسان من 1.38% للسنة المالية 2000 إلى 9.25% للسنة المالية 2006.
عمل كارلوس غصن نائبا لمدير شركة رينو من عام 1996 وحتى 1999 وبالإضافة إلى إشرافه على عمليات نيسان في اتحاد المركوسول، وهو اتحاد اقتصادي تجاري يضم دول البرازيل والأرجنتين والأوروغواي والباراغواي وفنزويلا، فقد كان أيضا مشرفا على العديد من العمليات ومنها البحث والتطوير التصنيع والهندسة والمبيعات، وتم تعيينه رئيسا لرينو عام 2005.
عام 2000 كانت البداية الفعلية، حيث انتقل كارلوس للأضواء وذلك كرئيس تنفيذي لنيسان، آنذاك كانت الشركة مهددة بالافلاس وتمكن في وقت قصير نسبيا من إنعاشها.

وفي 2006، بعد تحالف نسيان ورينو أصبح كارلوس غصن رئيساً تنفيذياً للشركتين، ليصبح بذلك الشخص الوحيد الذي يرأس شركتين بهذا الحجم وفي نفس الوقت. وهو ما دفع بمراقبي صناعة السيارات إلى منحه ألقاباً كثيرة من بينها Mr Fix it وLe Cost Killer.

سؤل ببرنامج على العربية قبل أيام: أنت اليوم تدير تدير أكبر عملاقين لصناعة السيارات، ما هو إحساسك؟ يجيب كارلوس: 'أنا لم أسعَ لذلك وإنما أُجبرت عليه، ووجدت نفسي في هذا الموقع'. وبسؤاله هل تحس بالقوة أو النفوذ من هذا الموقع؟ أجاب أشعر بالمسؤولية.
ويوضح كارلوس أن لكل شركة مجلس إدارة خاصاً، 'فأنا أغيّر عالمي عندما أنتقل من طوكيو لباريس ولكل شركة وقتها. ولكل شركة استراتيجيتها، ومن الضروري أن يكون بجانبك أناس تستطيع الثقة بهم'.

ويبدو أن كارلوس غصن مقتنع بأن عاملاً آخر ساعد في نجاحه كرئيس لاثنين من أكبر شركات السيارات في العالم. وبسؤاله عن سر اندفاعه وسر نجاحه قال: 'إن الاندفاع هو سر النجاح'.

لقد أصبح كارلوس غصن اليوم جزءاً من معالم باريس الشهيرة، فهناك يعد رئيساً لجمهورية رينو وشوارع أوروبا لا تخلو من هذه السيارة التي ارتبطت باسم غصن وارتبط كارلوس بها.. أما نصفه الياباني 'نيسان' فجعلت من غصن نموذجاً لصانع المعجزات بعد تجربته الناجحة في إنقاذ الشركة من الانهيار. واليوم يتربع غصن على قمة هرم صناعة السيارات في العالم ويساهم بـ10% من الإنتاج العامي لهذا القطاع، وتحت إدارته نحو 300 ألف موظف.

ولهذا لم تكن الطريق سهلة أبدا فمن رحم الأزمات المالية ولد أفضل قائد أعمال في أوربا، ويكرم لهذا السبب، فالإنتاج لا يتوقف بالمصانع الفرنسية وكارلوس يحرص على متابعة خطوط الإنتاج وبدقة ولكن التوقف المفاجئ في خطوط الإنتاج كان في الشركة اليابانية التي تكبدت خسائر حادة في 2011، وذلك بسبب كارثة تسونامي التي أصابت قطاع التصنيع اليباني بالشلل، فتأثر الطلب وتعطل التصدير، وسط كارثة طبيعية في اليابان وأزمة مالية في أوروبا وحرب تجارية مستمرة بين الصين واليابان.

يتحدث غصن عن طريقة إدارته للأزمات، فإعصار اليابان كان مدمراً فكيف خرجت 'نسيان' من آثاره، يجيب غصن: 'نرجع لقصة نيسان، ما كان في أمل، كنت أعرف عما أتكلم، كنت جريئاً وقلت للإعلام الياباني إننا إن لم نرجع للفائدة سأستقيل وكل المديرين، وقد وضعت جميع من يعملون معي في الصورة، كان ذلك تحدياً كبيراً'.

الآن - تقرير

تعليقات

اكتب تعليقك