سالم الشطي ينصح الحكومة بالالتفات لأهمية جزيرة فيلكا
زاوية الكتابكتب سبتمبر 12, 2013, 12:51 ص 1858 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / فيلكا 'كانت' أحلى الجزر
سالم خضر الشطي
«اكتشاف مجموعة من الآثار التاريخية في جزيرة فيلكا في العام 1959 يعود تاريخها إلى 3500 سنة، ويرجع عهدها إلى الاسكندر الأكبر والملوك السلجوقيين»، العجيري.
*
الجزر السياحية تعد متنفسا سواء لأهل البلد أو السياح، ومدخلا اقتصاديا لايتهان به إن أحُسن استغلاله، ولا أزال أذكر فرحتنا قبل الغزو حينما كنا نذهب بالعبارة للجزيرة التي «كانت» جميلة، عبر شاليهات المشروعات السياحية، ومتحف الآثار، وأهلها الطيبين.
ولكن حينما قررت أن آخذ أسرتي الصغيرة لها، تفاجأت بالمستوى العام الذي شككني أنني في الكويت حقا! بعد أكثر من 22 عاما على التحرير!
العبارة التي أصبحت تتبع شركة النقل العام بعد أن كانت تتبع شركة المشروعات السياحية تقل السيارات من وإلى الجزيرة استهلكت وتعدّت عمرها الافتراضي بحسب أحد موظفي الشركة وإن كانت توفر مكاناً للسيارات وتأخذ عليها أجرة نقل، فإنها لا توفر مكانا للأفراد يجلسون فيه مع أنها تأخذ عليهم أجرة نقل أيضاً!
دورة المياه الموجودة أجلكم الله مهترئة وأبوابها لا تقفل، ولا يوجد «كانتين» مثلا لشراء المأكولات والمشروبات، ولا مكاناً للصلاة، ولا وسيلة يقضون فيها الساعة ونصف الساعة زمن النقل.
تصل إلى الجزيرة، فلا تجد لوحات إرشادية أو مكتب للاستفسار أو المعلومات ولا حتى خريطة للجزيرة، تجول فيها بسيارتك فتمر بجانب المتحف، فلا تجد إلا أبوابا موصدة يغطيها الصدأ، تستمر بالسير فتدخل شاليهات فيلكا التي أصبحت خاوية على عروشها ومأوى للحيوانات الضالة!
ولو نظرنا حولنا لوجدنا دولا خليجية نجحت في إنشاء سياحة الجزر من العدم، واستغلال الموارد التي وهبها الله لتنمي استثمارها، وتزيد دخلها، وتؤنس أهلها وزوارها.
يجب أن تلتفت الحكومة إلى جزيرة فيلكا خصوصا وباقي الجرز عموماً، فتقيم عليها مشاريع سياحية ضخمة مستفيدة من أشقائنا الخليجيين، والدول التي لها ظروف إقليمية ومناخية قريبة من ظروفنا، وهذا ليس بالصعب، وكخطوة أولية يجب تجديد العبارات التي تقل السيارات والبشر، بأخرى تكون لائقة وتصلح للاستخدام البشري، وتجديد المتحف الموجود هناك، وترميم البيوت الأثرية، وإنشاء حديقة ألعاب مائية ضخمة، وحديقة أكواريوم تحتوي على الأحياء البحرية فيكون متنزها ثقافياً سياحياً، ولا يمنع من إنشاء مجمع تجاري ضخم يمتاز بـ«معقولية» الأسعار، والمقاهي الشعبية والحديثة، فيجمع بين عراقة الماضي وأصالته وبين التقدم التكنولوجي الذي نعيشه اليوم.
الجزيرة تحتاج إلى بنية تحتية جديدة، وثورة تنموية نستطيع أن نجعلها مركزاً اقتصادياً ورمزاً شعبياً يؤمه أهل البلد فضلا عن غيرهم من السياح، وخصوصا أننا نملك في فيلكا آثاراً لحضارات عمرها آلاف السنين، ولكننا بحاجة إلى المخلصين الذي يراقبون الله أولاً ثم يسعون إلى تنمية البلاد.
*
عدنا من فيلكا على نفس العبارة، وأبنائي ينتابهم الاستغراب وهم يرون واقعهم في الكويت ويتذكرون تركيا ودبي، وغيرها من البلدان التي رأوها في سفرهم، وقفزت قفزات نوعية في مجال التنمية والسياحة، ولكن يبقى الأمل بالله أن ترجع الكويت درة الخليج بل العالم بإذن الله، متميزة ومحافظة.
*
برود كاست:
للتذكير فقط من تقرير الشال الاقتصادي: كان حجم النفقات العالمية الفعلية كلها في الكويت للسنة المالية 2000/1999 نحو 4 مليارات دينار كويتي، وهي في الموازنة الحالية 2013/2012 نحو 21.24 مليار دينار كويتي، أي زادت في 13 سنة بنحو 5.3 ضعف.
ولو استمرت معدلات نمو النفقات العامة بمعدلات سنوات الخطة نفسها، أي 2011/2010 2013/2012 البالغة نحو 14.1 في المئة، فسوف تحتاج الكويت إلى نحو 61.1 مليار دينار كويتي بحلول السنة المالية 2021/2020، وذلك مستحيل.
فهل من مدكر؟!
تعليقات