استقالة 'ستيف بالمر' دروس وعبر .. برأي راشد الفوزان

الاقتصاد الآن

1738 مشاهدات 0

راشد الفوزان

لنعرف أولاً من هو ستيف بالمر (ولد 24 مارس 1956) هو رجل أعمال أمريكي يشغل منصب مدير عام مايكروسوفت منذ يناير 2000 وثروته الآن تقدر بما يقارب 11 مليار دولار أمريكي. الآن يقدم «بالمر» استقالته من شركة مايكروسوفت التي تسيطر على أجهزة الحاسب الآلي في العالم من خلال برامج «ويندوز» وإصدارتها السنوية، لكن الصورة تتغير في العالم وأصبح الاتجاه ينحرف نحو الأجهزة «التالبت» أو اللوحيات من آيباد وسامسونغ وغيرها، حتى والأجهزة الذكية من الهاتف النقال.

بالمر برر استقالتة بما يلي «إن عملية نقل الشركة وتحويلها من شركة برمجيات إلى شركة أجهزة وخدمات، تحتاج إلى إدارة جديدة تتوافق مع التوجه الجديد للشركة..» وهو يرى الآن أن الشركة تحتاج إلى «فكر» و «إدارة» جديدة تقودها إلى مرحلة جديدة ومتغيرة، قد لا يتقنها أو يفي بما تحتاج. بعد استقالة بالمر وإعلانها ارتفع السهم لشركة مايكروسوفت بما يقارب 6% وهو رقم كبير لماذا؟ لأنهم يرون مايكروسوفت أصبحت مؤخراً ليست بمستويات النمو والمتغيرات التي تحدث بسوق الأجهزة أو البرمجيات، ويبدو أن بالمر يدرك ذلك جيداً مسبقاً.

استقالة بالمر هي ثقافة موجودة وليست مستغربة في الدول المتقدمة صناعياً فالسوق والمستثمرون والمتغيرات والمنافسة هي ما يحدد استمرار «الرئيس التنفيذي» للشركة لا غير ذلك، حتى وإن كنت تملك حصصاً كبيرة تسيطر على القرار أو تؤثر به، وأن على الاستمرار بقوة حصة التملك فهي لا تعني أن يستمر بلا نهاية فالنهاية الأثر على السوق والخروج من الباب الخلفي ولكن ذلك نادراً ما يحدث في الشركات الكبرى القيادية ومنها ما يكروسوفت درس «بالمر» والاستقالة رغم نجاح مايكروسوفت وحصة التي يملكها والتاريخ الذي يشفع له، ولكنه قراره الشخصي «الاستقالة» فالمتغيرات بالسوق كبيرة وتتطلب «دماءً وفكراً» جديدين مختلفين وهذا ما يقدم درساً لكل رؤساء الشركات في العالم، ماذا تفعل حين ترى أن السوق يخرج من قدرتك على تحقيق النمو والنجاح؟

ماذا تفعل حين تتراجع قيمة الشركة السوقية وأداؤها؟ أو أي تحولات تحدث لا يمكنك فهمها أو السيطرة عليها أو مواجهتها؟ ثقافة الاستقالة لعدم القدرة على تحقيق «إضافة» أو «قيمة» أو «تحول» أو «تطوير مهم» هي أصعب مما يمكن أن يحدث في العالم الثالث، وحين أقارن نتائج شركات سعودية بالسوق المالي وأداءها السيئ مالياً من سنوات ويظل يستمر مجلس الإدارة بكاملة وليس الرئيس التنفيذي أو المدير العام هذا يعني أن طريق الإصلاح في الشركات متعثر وضعيف ولن يحدث والمشكلة دوماً بالإنسان لا بالشركات أو السوق. ولكن من يفهم؟

*نقلا عن صحيفة الرياض السعودية

الآن- الرياض

تعليقات

اكتب تعليقك