عن أبناء الدعاه!.. يكتب جعفر رجب
زاوية الكتابكتب سبتمبر 11, 2013, 1 ص 787 مشاهدات 0
الراي
تحت الحزام / أبناء الدعاه
جعفر رجب
لماذا ابناء - بعضهم ان ليس معظمهم - رجال ونساء الدعوة المتزمتون والمتطرفون منهم خاصة يقفون في الصف المعاكس لهم تماما، ويمارسون كل خطايا البشرية، ويتطرفون في انحرافهم!
لاحظت هذه الظاهرة، بصفة شخصية، لشخصيات دينية عدة معروفة، وأزعم ان الكثيرين لاحظوا هذه الظاهرة، وغالبا ما يكون الرد حول هذا التساؤل «بأن الهداية من الله»!
قد يكون العكس مقبولا، ان يكون الابن محافظا بعكس اسرته - خاصة في المراهقة - كونه يعيش تناقضا بين المجتمع وقيمه المحافظة وبين الاسرة المتحررة، و بين ما يرمى عليه من قيم وأخلاقيات في المدرسة والمسجد وبين أخلاقيات اسرته، وبالتالي يختار طريق «الهداية» محاولا التكفير عن ذنبه وذنب اسرته، لانه يرى التدين طريقا الخلاص والنجاة... غير المقبول والمعقول اما ان يترك الابن الاسرة المتدينة المحافظة التي يفترض انها تتحلى بأخلاق الاسلام وينحرف 180 درجة، ولهذا نعود لنجيب عن التساؤل السابق، بملاحظات عدة:
أولا: الشخص الذي تراه على الشاشة يختلف عمن هو في البيت، وما يقوله في الخارج يختلف عما يفعله داخل المنزل، وقد يكون باستطاعتك ان تهدي الناس وتتحدث يوميا عن الحب والسعادة والايمان والاخلاص والاخلاق الحسنة... ولكن في البيت لا يمكنك ان تلقي المحاضرات، فالابناء يتعلمون مما يفعل الاباء لا ما يقولونه، وقد تكون الحالة «السرسرية» التي يعيشها الابن ليس سوى انعكاس حقيقي لصورة الاب «السرسري» في بيته، وبعكس صورته المؤمنة المتقية في خارج البيت.
ثانيا: الارهاب والتخويف الذي يقوم به اهل الدعوة، والقوانين التي يسعون لتطبيقها في المجتمع، والتي يرون فيها زيادة في العفة والصلاح قد تنجح في المجتمع، كون مجتمعاتنا وحكومتنا ومجلسنا، يعيشون حالة من النفاق الدائم، والنفاق الديني جزء منه، بمعنى ان المشرع حتى لو كان «عربيدا سكيرا» - وهذا مستحيل طبعا - الا انه اول من يطالب بمنع ومحاربة المسكرات، وسياسة المنع التي يمارسها الاباء في البيت في النهاية سيؤدي الى نتائج عكسية... انا لا أتكلم عن الاسرة المحافظة، فأغلبنا اسر محافظة معتدلة ننتج ابناء أسوياء سلوكيا، الحديث هنا عن «المغالين» بالفضيلة، وحراس الاخلاق، ودعاة أحزمة العفة!
ثالثا: يا سادة يا كرام، من ترونه في الشاشات، ليس سوى لحظات مخطط لها، ومرسومة بدقة، بماكياج واضاءة ومونتاج، عمل يؤديه، وتمثيلية يتقنها، من حيث الشكل والهندام، يصاحبه كلام مسجع، زيادة في مؤثرات إقناع المشاهد، وكما ان الممثل الكوميدي ليس بالضرورة ان يكون كوميديا في البيت، ولا المهرج يمشي ويلقي النكات على ابنائه، ولا الكاتب الساخر قد يكون ساخرا في الحياة، وقد يكون مثلي «مليقا»، كذلك رجال الدعوة والتقوى الذين تشاهدهم على الشاشة الساحرة الخادعة... فلا وجود للانسان الكامل، ولا المعصوم الذي لا يزل، والانسان الكامل ليس سوى حلم وخيال نتصوره او نتمناه في الاخرين المختلفين شكلا ولبسا... كوننا نعرف أنفسنا المذنبة جيدا!
الحديث ليس نقدا للاخرين، أو رجال الدين والدعوة، فكل من حقه ان يعيش حياته كما يريد، ولهذا عش حياتك كما تريد، عش كإنسان طبيعي، ومن طبيعتك كإنسان ان ترتكب الاخطاء والخطايا الصغيرة.
تعليقات