الاخوان (10-15) القرضاوي وسويدان - بقلم محمد المطوع
زاوية الكتابكتب سبتمبر 8, 2013, 7:34 م 1640 مشاهدات 0
اتباع الجماعة والسواد الأعظم:
وهناك نصوص شرعية، وأحاديث نبوية، تأمر المسلمين أن يكونوا مع الجماعة، فيد الله مع الجماعة، وأن يتبعوا السواد الأعظم,
العبارة أعلاه ليست من كلماتي وليست من تأليفي , بل هي عبارات ليوسف القرضاوي , ولكن وعلى اثر انقلاب السواد الأعظم في مصر ليكونوا ضد محمد مرسي في حركة مظاهرات و إعتصامات عمت جميع أرجاء مصر وغطت جميع المدن المصرية من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها , بشكل أمواج بشرية رهيبة لم أرى في حياتي مثيل لها في أي دولة من الدول ولا يمكن للباحث أن يجد مثيلا لها في اليوتيوب ولا في أرشيف الإعلام العالمي منذ نشأته , نجد ان يوسف القرضاوي ينقلب مائة وثمانين درجة وفي أحد المقابلات التلفزيونية يفتي بقتل كل من خرج ضد مرسي واعتبر مرسي حاكما لا يجوز الخروج ضده رغم إن السواد الأعظم في مصر رافضين لاستمراره , هذه الفتاوى التي تتقلب حسب المكان والزمان والأشخاص هي ما ترجع المسلمين إلى الخلف وتجعلنا متخلفين قرون عن ركب الحضارة الإنسانية.
أما طارق السويدان فأمره أعجب من العجيب ويحتاج إلى سلسلة مقالات تدرس حالته وتشخصها, وفي يوما من الأيام سأتفرغ بإذن الله لدراسة مثل هذا الحالات المتقلبة ضمن أطر الأخوان, ورغم معرفتي لوضع طارق السويدان عن كثب, فإني احترت في مسيرة طارق السويدان , فتارة يقال إنه انفصل عن الأخوان طواعية بسبب الاختلاف الفكري, وتارة يقال إن الانفصال سببه اختلاف جوهري بالطرح كاد أن يفصل على أثره من الإخوان, وتارة يفتخر بكونه من قيادات الأخوان, وفي كل ما سبق كنت أطلب ممن يدعي أمر منه أن يأتي ببينته, ولكن هيهات أن تجد بينة أو دليل عند إخواني, وما أن تدعوهم إلى لقاء مواجهة يولون مدبرين هاربين مسرعين, لافتقادهم للمنطق والحجة.
الأخ طارق السويدان له برنامج في قناة الرسالة التي كان يديرها لصالح صاحب شبكة تلفزيون روتانا, في هذا البرنامج يقف السويدان شامخا صارخا بأن الواجبات التي على المواطن تقابلها حقوق على الحاكم عليه أن يؤديها للمواطن وإلا ليس للحاكم طاعة وعليه ان يوقف الحاكم ويمتنع عن طاعته, وللسويدان طريقة مميزة في مد الكلمات وإعلاء الصوت للإيحاء بقوة المعنى, وكان السويدان يمارس هذه الطريقة في شرحه ومتعصبا لها, وفجأة طارق هذا وما أدراك ما طارق, تتغير وجهة نظره بالحقوق حينما أصبحت لزاما على احد الاخوانيه وكصاحبه الذي سبق ذكره يتحول مائة وثمانين درجة, ويستكثر على عشرات الملايين من المصريين أن يطالبوا بحقوقهم من رئيسهم, السويدان يطرق سمعنا بقصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي رضي الله عنه وكيف يقف معترضا على امير المؤمنين عمر بن الخطاب على ما اعتقده بأن أمير المؤمنين أخذه زياده ويقول له لاسمع ولاطاعة ( وهذه تعادل خلع بيعة ) مالم يوضح عمر الأمر ويبرء نفسه, فلا تستقيم بيعة مع قول لاسمع ولاطاعة, ولكن طارق يستكثر على المصريين أن يطالبوا مرسي بحقوقهم الذي انتخبوه من أجلها ويستكثر عليهم طلب خلعه وذلك فقط لأن مرسي من الأخوان , فأصبح مرسي أهم من عمر بن الخطاب لدى السويدان وصحبه الأخوان.
وللمتابع للأحداث المصرية يعلم أن مرسي فشل في الحفاظ على مستوى المعيشة للمواطن المصري هذا المستوى المنخفض أصلا فأضحى في عهد مرسي دون حد الفقر بكثير ولو أستمر مرسي بالحكم لأمسى المصريين فقراء ولأصبحوا في مجاعة وفاقة , ولكن الله سلم , وخلع الله مرسي.
ومن الحادثتين أعلاه يتبين للقارئ كيف يتلون قادة الفكر في الإخوان في مواقفهم, فما بالك بتلون قادة الميدان منهم, وأقوالهم تخالف أفعالهم عند الحدث وتظهر حقيقتهم التي يخفونها عن أعين الناس , والله يقول ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3( ) ( الآية 2, 3 سورة الصف ) , وقال في آية أخرى ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا ) ( الآية 35 سورة غافر ( , فأيها الاخواني هل ستستمر تتبع من يتلون في مواقفه ويقول مالا يفعل, أيها الاخواني هل تقبل أن تكون ممقوتا من الله ومن المؤمنين؟ الخيار لك .
تعليقات