الإخوان الضائعون!.. بقلم جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 831 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  الإخوان الضائعون

جعفر رجب

 

سأتحدث عن مصر، ليس عن الانقلاب او الثورة في يونيو، وهل هي شرعية ام غير شرعية، دستورية ام غير دستورية... بل عن الاخوان المسلمين ،وفشلهم في ادارة الازمة في مصر، والحفر التي حفروها لأنفسهم:
الحفرة الاولى: لقد أتوا الى سدة الحكم، دون اي مشروع واضح، سوى مشروع «النهضة» شعار عام وفضفاض، دون ان يكون قريبا من الناس، وله تأثير على حياة الناس اليومية، وبقي هذا الشعار مثار سخرية، ثم تحول الى أزمة بعد ان اصبح السد الذي يبنى في اثيوبيا يعرف باسم «سد النهضة» ايضا، وهو سد منع الماء عن حكومة مرسي قبل ان يمنعها عن مصر!
الحفرة الثانية: «الكاريزما» كانت بعيدة عن مرسي بعد الاخوان عن الايمان بالحريات، فلم يكن مقنعا من حيث الشكل، ولا من حيث المضمون، وخطاباته الاخيرة التي تحدث فيها عن شوال القمح، وجردل البنزين، والبلطجية عاشور وفودة كانت كارثية... وهي بحد ذاتها كافية ان يرمي الجميع أنفسهم من سفينته الغارقة. 
الحفرة الثالثة: الاخوان اعتبروا الاميركان من إخوانهم المؤمنين، مؤمنين بأن أوراق اللعبة بيدهم، دون ان يدركوا بأن الاميركان طيبون ولكن لا يوثق بهم، وان كانوا يملكون أوراق اللعب لا يعني بالضرورة انهم سيرمونها لصالح حزب هنا وهناك!
الحفرة الرابعة: الاخوان «المستفردون» بالحكم، نظرية طالما عاشت في مخيلتهم، لهذا استفردوا بالرئاسة والمناصب رغم الوعود التي وعدوها للجميع بالمشاركة، ورغم كل محاولتهم الا انهم لم يستطيعوا الاستحواذ على المفاصل الرئيسية للبلاد، وأصبح الرئيس لا يحكم حتى قصره الرئاسي بعد ان أصبح الجيش والداخلية والقضاء والموارد الرئيسية خارج سيطرته... ولم يكن اعلان الانقلاب الا صورياً!
الحفرة الخامسة: فشلهم في التعامل مع الازمة ومع حركة تمرد، وبدلا من أن يتعاملوا كحكومة تعاملوا معها كمعارضة وكفصيل سياسي، ونظموا المظاهرات بدلا من أن يمارسوا دورهم كحكومة، وحتى مع خروجهم من السلطة لم يقدموا على اي تغيير في مواجهة المتغيرات سوى الاعتصام في رابعة... دون ان يقدموا على بديل واضح، ولم يغيروا طريقة اللعب وفقا للمتغيرات الجديدة، ولم يستفيدوا على الاقل من تجربة رئيس الباب العالي أردوغان في تركيا! 
الحفرة السادسة: الغريب انهم حتى في حالة المعارضة، فإنهم استفردوا فيها دونا عن بقية الاحزاب والقوى المعارضة، وكأنهم الفصيل السياسي الوحيد الذي يرفض الانقلاب.
الحفرة السابعة: أسوأ الكذبات، ان تكذب لقضية صادقة، وهذا ما حصل، فكمية الصور والافلام المفبركة والاخبار الكاذبة التي بثبتها أجهزة الاخوان عبر مواقعهم، أثرت على مصداقيتهم في الشارع، وحتى عند الحديث عن مقتل ابنة البلتاجي مثلا، فإن الكثير ما زالوا يشككون في مقتلها حتى الآن... لسبب بسيط هو استمرار الكذب مع كل خبر صادق...! 
الحفر كثيرة، والمقام هنا لا يكفي للشرح والتفصيل... وباختصار، لا يكفي ان تكون على حق لتنتصر في الصراع السياسي، بل عليك ان تكون ذكيا، وهذا ما افتقده الاخوان.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك