عزيزي الطامح

لا اريد ان اكون حجر عثرة في طريق طموحك ولكن الحقائق يجب ان تقال هكذا مجردة دون اي رتوش او تزييف او محاولة تجميل فاشلة فالواقع هو ما ستعيشه وهو ما ستموت عليه وهو ما سيكتب في سجل تاريخك ان سطر التاريخ عنك شيئا اصلا عزيزي الطامح هل تدرك ان كثيرا من الطامحين لا يملكون خطة واضحة يسيرون عليه لتحقيق طموحهم وان معظمهم ينطبق عليه مثل الطاسة ضايعة وهل تدرك ان كثيرا من الطامحين يتعرضون لحرب شعواء من قبل عدد غير قليل من المخذلين وللاسف فان اسلحة هذه الحرب لا تقتصر على الانتقاد الايجابي بل السلبي في كثير من الاحيان وهل تدرك ان عددا من الطامحين قد يتعرضون في فترة من الفترات لمحاولات سرقة للمجهود الذي قاموا به وعليه فان سنين انجازاتهم قد تنتهي بلحظات عندما تسطر تلك الانجازات باسماء غير اسمائهم بعد ان افنوا اعمارهم في محاولة رؤيتها كوسام حقيقي يوضع على صدورهم ان ادركت هذا كله فالتعلم ان طريقك ليس مفروشا بالورود والرياحين بل هو طريق قد سبقك قبله كثير من الطامحين نجح بعضهم وسقط على جنباته الكثيرين.

إن اعتقدت ان هذا الجزا من المقالة كان سلبيا لدرجة قد تجعلك تتخلى عن طموحك فقد قطعت نصف الطريق لتحقيق ذلك الطموح نعم ولا امزح في هذا فتوقع الاسوا ووضع العقبات المتصورة ومحاولة حلها ابتداءا من اللحظة سيكون افضل من ان تصدم بمشاهدتها واقعا ثم لا تجد الوقت الكافي لحلها بل وحت للتفكير في حلها فمواجهة انعدام الخطة امره بسيط فيمكنك ان تختار احدى الشخصيات الطامحة والناجحة وتجعل من مبادئ عملها انموذجا تحتذي به ثم تكتب على ورقة خارجية تحتفظ بها طموحك والوقت الازم لتحقيقه والخطوات المتوقعة منك لتنفيذها في طريق سيرك اتجاه ذلك الطموح اما الانتقاد فامره اهون من الاول فيمكنك ان تتجاهله فلا تهتم لامر اي منتقد قد يكون فاشلا في حياته هو نفسه وتجعل منه وسيلة لتقييم ادائك ففاقد الشيء لا يعطيه فضلا ان يقيمه فهل رايت في حياتك فقيرا معدما لم يسبق له ان راى قطعة ذهب واحدة يستطيع ان يفرق بين الثمين منه والمغشوش ..؟؟ اذا فالفاشل لا يستطيع التفريق بين النجاح والفشل بل قد يتصور الجميع على ما هو عليه واقعا اما سرقة المجهودات والتي قد تصطدم بها عند تعرفك على اناس قد فقدوا الذمة والضمير ونسوا انهم تحت مراقبة العليم الخبير فلا اقل من ان تحسن اختيار اصدقائك ومن يشاركك طموحك ابتداءا من هذه اللحظة فليس من الضروري ان تشيع كل انجاز قد حققته وليس من الضروري ان تكون كل خطواتك المستقبلية معروفة بل ان الغموض في كثير من الاحيان قد يكون افضل من الكلام.

والصمت يحسن كل ظن في الفتى ولعله خرق سفيه ارقع

في النهاية اعلم ان ما كتبه الله تعالى لك هو ما ستقابله ولو انك افنيت عمرك على خلاف مراد الخالق لك فلن تلقى سوى مراده وعلى هذا فلزم فسبيل الدعاء والتضرع إلى الله تعالى عملا بقوله عز وجل :' وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين'.

فنهايته خيرين وزيادة إما إجابة أو اجر أو حفظ فليس في الدعاء من شر ولا يفوت صاحبه من الخيرات شيء بل هو اساس يبني عليه المتقون انجازاتهم وعليه يحمل المفلحون سؤلهم وبالتوفيق لك في تلك الرحلة رحلة الطموح مع تمنياتي لك بالوصول إلى بر الانجاز بعد رحلة طويلة من الابحار في بحر العمل.

محمد سعود البنوان