سالم الشطي يتوقع مستقبلا ملخبطا لوزارة التربية
زاوية الكتابكتب سبتمبر 6, 2013, 1:06 ص 599 مشاهدات 0
الراي
فيض الخاطر / حين تصبح المحاسبة.. ثواباً وفاقاً!
سالم خضر الشطي
«أعـظم المصائب... عـدم القـدرة على تحـمل المصائب» - جورج برنارد شو
*
قد نقبل الخطأ من فرد عادي فهذه سمة البشر، أما أن يصدر الخطأ من مؤسسة مختصة ولديها طاقم مستشارين، ويتكرر الخطأ مرتين على مستوى الدولة، فهذه طامة لا يمكن أن تمر من دون محاسبة!
ولكن الأطم عندما يصبح حساب المخطئ... ثوابا وفاقاً!! في بلد يزعم «البعض» فيه محاسبة المخطئ! بعد تخطيئه من القضاء، يثاب على فعله فينقل بنفس الوظيفة إلى مكان آخر! فهذا عقاب وفي باطنه ثواب!
والمراقب بإمكانه رؤية هذا «الحساب» متكرراً في كثير من الوزارات والهيئات الحكومية، حتى الوزير الذي تطرح فيه الثقة من قبل ممثلي الأمة -أو تكاد- نراه يصبح مستشارا بنفس درجته الوزارية! أعلم يقينا أن دول الغرب تعيش على المتناقضات، وتدعو إلى حرية وديموقراطية لا تؤمن بها في كثير من الأحيان إن نجح بها إسلاميون، ولكن مع ذلك فلننظر إلى التصرف الحضاري من قبل بعضهم في الدول الدستورية التي تحتَرَم فيها إرادة الفرد، فيقال رئيس حكومة جراء خطأ من أحد الأفراد العاملين في مرفق من مرافق الحكومة! فما بالك إذا كان المخطئ هو من على رأس الجهاز؟!
*
مثل هذا «العقاب الثواب» لا تنعكس آثاره السلبية فقط على الأداء الوظيفي في المجتمع، بل له تداعيات سلبية وخطيرة تربوياً تنعكس على النشء وعلى صغار الموظفين، فتصرف المسؤول الإداري ينطبع في العقل الباطن لمن تحته ولمن يراه أنه تصرف سليم، فيبدأ الاستهتار والرعونة واللا مبالاة، ويترجم ذلك سوء الأداء وقلة الإنجاز، الأمر الذي يؤثر على دولة نسعى إلى التنمية والتطير فيها! ولسان حالهم «بتصرف»: احترامي للـ «مستشاري» صاحب المجد العصامي!! وكيف لرئيس أن يحاسب مرؤوسيه على تقصيرهم؟ أو المخطئ على خطئه؟ وهو يرى أن رأس الجهاز حين أخطأ ترقى؟! فاللهم أصلح البلاد والعباد ووفقنا لمحاسبة المخطئ ومكافأة المنجز.
*
بمناسبة «التأثير التربوي» فإنني استشرف مستقبلا «ملخبط» لوزارة التربية، التي ستحيل قرابة 250 قياديا للتقاعد مع بداية العام الدراسي الأسبوع المقبل، وسيحل محلهم الصف الثاني الذي لم يعلم حتى هذه اللحظة متى وأين سيتسلم المسؤولية! ومن دون «تسليم وتسلم»، بل سيفاجأون بنقص كبير وتجربة قد تكون جديدة وصعبة لأنها بلا تمهيد، وفي منتصف الدراسة تقريباً.. والله يستر! كان المفترض أن يتم تبليغ المعنيين بقرار الإحالة للتقاعد مع كامل الشكر والتقدير لهم ولما بذلوه من جهد مع مكافأة لا تقل عن مكافأة ضباط الجيش وقت التقاعد، فإن كان الأخير يحمي الوطن فإن الأول يحمي العقل والفكر، ولكن التذبذب في قرارات قيادات التربية وعدم عرضها على المستشارين القانونيين أو الإدارات المختصة جعل الحليم حيران... ويترقب... هل سأحال للتقاعد هذا العام أو سأكمل مشواري للعام الذي يليه؟! والحيرة موصولة إلى الصف الثاني.. هل سأتسلم المسؤولية هذا العام أم سأظل منتظراً دوري؟ حتى الإدارات التعليمية محتارة... هل أعلم دورات إعداد للصف الثاني ام أنتظر؟! الوزير الشاب الحجرف متحمس و«حديدي» ولكنه بحاجة إلى دراسة القرارات قبل إقرارها، حتى تسير العملية التربوية والتعليمية بالمسار الاستراتيجي الذي من المفترض ان يكون مرسوماً لها بدل التذبذب والحيرة التي تعيشها الآن الأسرة التعليمية، وبدل إلغاء القرارات بأحكام المحكمة لعدم قانونيتها!
*
ألم يعترينا حين نرى الكثير بات أملهم في التدخل الأميركي، وحين تأخر خاب رجاؤهم! ونسوا أن الأمل بالله كبير ومن تعلق به لم يخب رجاه... وأميركا لن تتدخل في سورية لسواد عيون المسلمين، فلها مصالحها وأمن إسرائيل من أمنها، فاقرأوا وعوا!
تعليقات