القضية السورية كشفت الوجه الوقح للامريكان.. برأي ناصر الحسيني

زاوية الكتاب

كتب 950 مشاهدات 0


غربال

صرخة قلم  /  أوباما والأسد متفقان!

ناصر الحسيني

 

الولايات المتحدة الامريكية ازعجت مسامعنا بحقوق الانسان منذ عقود، والرئيس الامريكي اوباما قال في اكثر من تصريح صحفي ان استخدام الكيماوي ضد الشعب السوري خط احمر لن نسمح به، وطبعا هذا الامر ضحك على الذقون، لانهم كمن يقول للاسد (اقتل الشعب بالصواريخ .. وارمي المناطق السكنية من الجو بالبراميل التي تحتوي على مواد حارقة .. واقتلهم كما تشاء .. لكن لا تقتلهم بالكيماوي) وهنا نقول للامريكان هل قتل الانسان جائز بالصواريخ وغيرها، ومحرم بالكيماوي؟ واين حقوق الانسان التي تتشدق بها امريكا طوال عقود، فالاسد منذ نحو ثلاث سنوات يقتل الشعب السوري، ووصل عدد القتلى الى 100 الف، بين امرأة وطفل وشاب ومسن، وما فعله الاسد في الشعب السوري لم يشهده العالم من قبل، فهو قام بأعمال لم يفعلها أي طاغية من قبل، وان كان هناك وصف يليق به وبأفعاله، فهو يستحق وصف ( طاغية العصر ) ولو كانت هناك جائزة عالمية للطغاة فيستحقها بشار الاسد وبجدارة .

باختصار .. الاسد جعل الشعب السوري فئتين، فئة قتلى، وفئة المشردين، والولايات المتحدة الامريكية فقط تصرح اعلاميا، ولم تتخذ ضده اي اجراءات عسكرية حتى تحافظ على مصداقيتها في الدفاع عن حقوق الانسان، وانا اعتقد ان امريكا من ضمن اهدافها بالمنطقة المحافظة على كرسي الاسد، من اجل امن اسرائيل، لانها صرحت علنا بأن الضربة محدودة، فلو كانت تدافع فعلا عن حقوق الانسان ولا تريد حكم بشار، لجعلت الضربة واسعة النطاق، والدليل، ما الذي يجعل امريكا تتمسك في بشار وهو قتل عشرات الالاف من البشر، أليس امن اسرائيل؟ وكيف ترفع شعار حقوق الانسان، ولا تريد ان توجه ضربة قاضية لمن ضرب الاطفال بالكيماوي؟ فالضربة المتوقعة لسوريا تدرسها امريكا بدقة، بحيث انها تحفظ ماء وجهها، ولا تغضب اسرائيل، ولا تمكن الجيش الحر من الاستفادة منها عسكريا، لذلك اتوقع ان تشمل الضربة العسكرية معسكرات قديمة خالية ومدرجات مطارات ومباني ايلة لسقوط اصلا، وبالتالي «لا مات الذيب ولا فنت الغنم».

واعتقد ان الاسد لم يقدم على استخدام الكيماوي الا بعد ان اخذ الضوء الاخضر، واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الامريكية يرى ان بشار الاسد جزء من امن اسرائيل ومتعاون لأبعد الحدود، لدرجة ان الطائرات الاسرائيلية تغربل اجواء سوريا منذ اربعة عقود دون ان تلقى ردا من الاسد وقد قامت مؤخرا بقصف مقرات الحرس الجمهوري بدمشق على امتداد 35 كم مربع ثم قصفت شحنة صواريخ ياخونت الروسية في مدينة اللاذقية دون اي رد من الاسد وجاء ذلك بالتزامن مع اتساع المساحة التي يسيطر عليها الجيش الحر واقترابه من جبهة الجولان، فلو ان الجيش الحر اقترب مستقبلا من السيطرة على معسكرات تحتوي على اسلحة نوعية فإن الطائرات الاسرائيلية ستنطلق لتدميرها قبل ان تقع في أيديهم.

فالقضية السورية كشفت الوجه الوقح للامريكان ودموعهم الزائفة على حقوق الانسان، فلا يوجد في قاموسهم حقوق انسان، بل حقوق الانسان يستخدمونها كورقة يضغطون بها اذا لم تنفذ مصالحهم، فالاسد لو لم يكون خادما للمصالح الاسرائيلية والامريكية لما بقي حتى هذه اللحظة يمارس القتل بحق عشرات الآلاف.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك