الاخوان (5-15) القوي الأمين - بقلم محمد المطوع
زاوية الكتابكتب سبتمبر 1, 2013, 7:14 م 2134 مشاهدات 0
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :) سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة ), قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
في حلقة الأمس من سلسلة مقالات الأخوان اثبت بالدلائل الواضحة ظهور آيات المنافق على مرسي العياط فهو حدث فكذب ووعد فأخلف وأؤتمن فخان, وفي حديث الرسول عن الرويبضة الذي أوردته أعلاه نبأنا الرسول عليه الصلاة بأن الناس ستصدق الكاذب وهذا ما نراه فرغم ثبات كذب مرسي, إلا إن كثير من الناس لازالت تصدقه رغم ثبات خيانة مرسي العياط لوعده أمام الناس الذي أخلفه أيضا أمام الناس, ومما يؤسف له بأن هنالك متعلمين وعلى درجات عليا من التعليم بل ويدعون بأنهم دعاة للدين وسبق لهم بأن حاضروا عن أحاديث الرسول, ولكن حينما تصل هذه الأحاديث إلى من يهواه قلبه فيصبح من يميل إليه فؤاده أو تتناغم معه مصالحه أهم من قول الرسول.
ما هو الرويبضة , حسبما وردنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه الرجل التافه يتكلم بأمر العامة , وكثيرا من القراء بل الأغلب لن يضع مرسي في موقع التافه لكونه حاصل على شهادة الدكتوراه, وهنا يأتي الخداع الذي حذرنا منه الرسول في أول حديثه الشريف حينما قال ستأتي سنوات خداعات فالناس مخدوعة بالمسمى العلمي للشخص وهو مختبئ خلفه يتذاكى على الناس ويخدعهم به وهو عالم بأنه عالم متخصص في فرع محدود من فروع العلم وإنه لا يفقه بأمور الناس الذي طلب أن يتولاها ونطق بها.
ولتوضيح الصورة وتبسيطها لفهم عامة الناس العالم منهم والبسيط الفهم, سأوجه هذا السؤال المباشر, هل تقبل أيها القارئ أن يعالجك ( دكتور علوم سياسية يرأس جامعة كاملة تضم كلية طب وكلية تمريض ولديه خبرة أربعين سنة في العلوم السياسية ) أم سترفضه ؟؟ , وهل ستقبل أن يعالجك ( دكتور خريج من سنة واحدة من كلية الطب ) أم سترفضه ؟؟.
من الطبيعي إنك سترفض أن يعالجك دكتور العلوم السياسية وإن كان أقدم ومديرا للجامعة وستقبل أن يعالجك دكتور الطب حديث التخرج , فكما إن التخصص مهم في علاج الإنسان فالتخصص كذلك مهم في إدارة الدولة وفي معالجة ما يعتري الدولة ويواجهها من مشاكل, بل مشاكل الدولة أكثر تعقيدا من مشاكل مرض الإنسان والتي قد يداويها عطار أو حواي , ولكن الإنسان حمل الأمانة وكان الإنسان ظلوما جهولا, فقبول مرسي العياط للترشح للرئاسة كان خطأ كبيرا وظلما لنفسه ولشعب مصر فمرسي يحمل الدكتوراه في علم المعادن وهو أمر بعيد جدا عن علوم الإدارة العامة أو الاقتصاد أو علم الاجتماع أو علم السياسة أو القانون, وبذلك فإن العلم الذي يحمله مرسي يكون نسبة لإدارة الدولة علم تافه لا يرتقي بمرسي ليكون رئيسا لدولة تعتمد في نظامها السياسي والإداري والاقتصادي والعسكري على قوة ومكانة الرئيس, فالنظام السياسي المصري يعطي للرئيس قوة اكبر من أي رئيس في الدول الأخرى وعليه تتوقف إدارة الدولة, وبذلك ينطبق على مرسي مصطلح التافه الذي ورد في حديث الرسول وهو خدع الناس بمصطلح دكتور الذي يحمله أمام أسمه, علما بأن ترشح مرسي العياط للرئاسة جاء أصلا مخالفا لوعد الإخوان الذين أخلفوه حينما قالوا إنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة , وبهذه يكون مرسي قد أضاف تأكيد على علامة من علامات النفاق حيث أخلف وعده مرتان, مرة قبل الانتخابات و مرة أخرى بعد أن أصبح رئيسا, فهل لازلت يا أخي تدعم مرسي والأخوان بعكس معاني أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام؟؟
اللهم هل بلغت اللهم فأشهد , والله عليم بذات الصدور
عنوان مقال الغد ( أنداد الله )
محمد المطوع
تعليقات