مخاطر الحرب السورية المقبلة ليست بعيدة عنا.. حسن كرم منبهاً

زاوية الكتاب

كتب 1022 مشاهدات 0


الوطن

الحرب على سورية والكويت من الداخل

حسن علي كرم

 

طبول الحرب عادت لتقرع مجددا في منطقتنا المنكوبة والساخنة الى الابد، وهذه المرة الدور على سورية حيث وصلت الامور الى حافتها، وبات الوضع هناك لا رجعة فيه، فإما الحياة وإما الممات ولا وسط بين هذا وهذا..!!
ويبدو ان المنطقة كلها قد تجهزت أو جاهزة للحرب المقبلة، وهي حرب ان وقعت، وهي في كل الاحوال على وشك الوقوع، هذا اذا لم تكن قد انطلقت الرصاصة الاولى في اثناء كتابة هذا المقال.
الحرب هذه المرة، ليست عملية جراحية محدودة كما يحددها الاستراتيجيون وخبراء الحروب، فسورية المستهدفة قد هددت بأنها ستفاجئ الجميع اذا وقع عليها العدوان، جاء ذلك على لسان وزير خارجيتهم وليد المعلم في مؤتمره الصحافي الاخير الذي عقد صباح الثلاثاء الماضي في قاعة المؤتمرات في وزارة الخارجية السورية في العاصمة دمشق.
الحرب اذا وقعت – ونسأل الله السلامة – كلنا واعني كل المنطقة والبلدان المحيطة بدائرة الحرب معرضة لمخاطرها، فالحرب السورية لن تكون اقل ضراوة وعنفا وشمولية عن حرب تحرير الكويت أو الحرب العراقية الايرانية، بل لعلي ازعم انها حلقة من سلسلة الحروب المفروضة على بلدان المنطقة بغية اعادة رسم خريطة جديدة تجعل من الدولة الصهيونية دولة مقبولة ومأمونة من جيرانها ومن بلدان المنطقة..!!
منذ انطلاقة الشرارة الاولى لما سمي بالثورات العربية بنسختها الجديدة والموسومة بالربيع العربي وحال بلدان المنطقة في تردٍ وقلق امني، وكل البلدان بلا استثناء قد شهدت خروج مجاميع أو خروج طوائف على انظمتها بمطالب كانت مقموعة أو مؤجلة، واذا نجحت بعض هذه البلدان باحتواء الخارجين عليها سواء بتحقيق المطالب أو اللجوء الامني لكن يبقى الاعنف من كل ذلك والاخطر هو الخلاف أو الصراع الطائفي الذي وصل ذروته المأساوية في العراق وفي لبنان والبحرين، ولسنا هنا نحن في الكويت ببعيدين عنها، بل لعل البعض سامحهم الله قد اراد نقل الحرب الطائفية بكل عنفوانها وبشاعتها الى الساحة الكويتية، لكن شاءت الاقدار تدحر مكرهم وتخيب املهم، وهذا لا يعني ان الكويت قد نجت أو تجاوزت الخطر، فالخطر الطائفي مازال قائما ولم ينقشع عن سمائها.
ما نريد ان نصل اليه اذا كانت الحرب على سورية بهدف اسقاط النظام ومساعدة السوريين لتقرير مصيرهم، ولكن لهذه الحرب وجه آخر وهو الوجه الطائفي، فسورية ليست وحدها واقعة تحت نيران الحرب، وسورية ليست شعبا ونظاما وانما هناك نظام تقابله قوميات وطوائف واثنيات قابعة تحت مظلة الدولة السيادية السورية، بمعنى للدولة السورية انقسامات اثنية وطائفية ودينية وقومية، ولعل بوادر تلك الانقسامات اخذت تظهر الى الوجود.
ان الكويت لن تكون في مأمن عن الاوضاع المقبلة سواء كانت حربا أو سلما وسواء نجح الحلفاء بإسقاط النظام السوري أو تحييده، ان الكويت التي شهدت حرب الثماني سنوات على تخومها، بل لعلها كانت ساحة خلفية لتلك الحرب القذرة، والكويت التي خرجت من تجربة الغزو والتحرير منتصرة، والكويت التي جعلت ارضها معبرا لتحرير الشعب العراقي من ربقة نظامه الديكتاتوري الاستبدادي، اليوم حري بنا شعبا ونظاما وحكومة ان نعي ان مخاطر الحرب السورية المقبلة ليست بعيدة عنا وبالتالي ما نريده، كيف نخرج من هذه الحرب بأقل الخسائر.. بمعنى كيف نؤمن جبهتنا الداخلية من مخاطر الحرب.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك