الفرق بين الثوار والثورجية العرب يوضحه محمد الرويحل

عالم اليوم

بالعربي المشرمح  /  العرب ثورجية أم ثوار؟!

محمد الرويحل

 

باعتقادي أن ثمة اختلاف كبير بين الثوار والثورجية رغم أن الجميع يساهمون في الثورة فالثوار لديهم أهداف ومبادئ يؤمنون بها ومستعدين للتضحية في سبيلها ، بينما الثورجية هم من يتسلق على تلك المبادئ ولديهم الاستعداد للتضحية بها ..

- الثوار لديهم الاستعداد للتنازل عن السلطة في حال نجحت ثورتهم ، بينما الثورجية يسعون للسلطة على حساب أهداف الثورة ولن يتخلوا عنها ..

- الثوار إن ثاروا لن يتراجعوا أو يتفاوضوا أو يتنازلوا عن أهدافهم، بينما الثورجية لديهم الاستعداد للتراجع والتفاوض والتنازل مقابل مصالح لهم بعيدة عن أهداف الثورة ..

- الثوار لايهمهم الاعلام والظهور بدور الثائر المناضل أمام شاشات التلفزة بقدر اهتمامه بنجاح الثورة بينما الثورجية تجدهم يتسابقون للظهور بوسائل الاعلام ليخطفوا أضواء الثورة ويظهروا أنفسهم على أنهم هم من قام بها وأشعلها ليتكسبوا عليها ..

- الثوار مستعدين للموت والاعتقال والتعذيب من أجل ثورتهم، بينما الثورجية سرعان ما ينقلبون عليها اذا ما فشلت.

- الثوار يخرجون للساحات والميادين بدافع إصلاحي وتغييري، بينما الثورجية يخرجون من أجل المال والسلطة .

- الثوار هم نتيجة ظلم النظام واستبداده وطغيانه بسببه يثورون عليه ليغيروه ، بينما الثورجية هم بقايا ذلك النظام وجزء من فساده ومستعدين للتخلي عنه في حال ضعفه وسقوطه ..

- الثوار يثورون من أجل الوطن والاصلاح والحرية ، بينما الثورجية يثورون من أجل المصلحة والسلطة والمال ..

- الثوار يستنكرون ويرفضون العنف والقتل والاستبداد بأي شكل من الأشكال لنبل أهدافهم ، بينما الثورجية يبررون كل ذلك من أجل الوصول لأهدافهم الخاصة ..

- الثوار أهدافهم نبيلة وواضحة متى ما تحققت سينسحبون دون ضوضاء وصخب ، بينما الثورجية أهدافهم مبطنة وفاسدة إن لم تتحقق فستجدهم مستمرين في خراب البلاد والعباد ..

- الثوار يساندون الثورات الشعبية في كل مكان لأنهم يشعرون بمعاناة الشعوب ، الثورجية يساندون الأنظمة التي تساعدهم وتمولهم دون أي اعتبار لمعاناة شعوبهم ..

- الثوار مستعدون للانسحاب من الساحة فور نجاح ثورتهم بينما الثورجية سيستمرون لقطف ثمارها ..

- الثوار لايقبلون بالدكتاتوريات والظلم والاستبداد ، بينما الثورجية مستعدين للتعاون معهم في سبيل مصالحهم ..

- الثوار لاتعنيهم الطائفة أو الحزب أو الفئة بقدر ما يعنيهم إزاحة الظلم والاستبداد عن الجميع ، بينما يكترث الثورجية للطائفة وللحزب والفئة على حساب الأمة وثورتها..

 

يعني بالعربي المشرمح :

 

ثورات الربيع العربي عند العرب عبارة عن مجموعة ثوار وثورجية الا أنه يبدو أن الثورجية هم الغالبية العظمى فخطفوا الأضواء من الثوار ليفشلوا ثورتهم من أجل مصالحهم الخاصة وعلى حساب الوطن والمواطنين ، بينما الثوار وهم القلة قدموا أرواحهم من أجل الثورة فمنهم من استشهد ومنهم من اعتقل وعذب ، ويبدو أن أصحاب الشعارات الثورية الناعقين بصوت الحرية والكرامة وحقوق الأنسان هم الثورجية حيث كشفت لنا ثورات العرب قناعهم المزيف وشعاراتهم الجوفاء التي سقطت عند أول حجر ديمقراطية قام الثوار بوضعه ، ويبدو أن الشعوب العربية كحكوماتها مستعدة لكي تتنازل عن قيمها ومبادئها من أجل أن تبقى على قيد الحياة حتى وإن كان ذلك على حساب حقوقهما وحريتهما وكرامتهما ..