الأميركان أرحم من الانظمة العربية.. برأي جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 809 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  المثقوبون العرب

جعفر رجب

 

المثقف العربي، ومن خلفه جماهير الأمة «مبرمجون»، ووفقاً للبرمجة يحلل أوضاعنا، في كثير من الاحيان يتورط و«يتوهق» أخلاقياً في مواقفه، ولكنه مثقف فهلوي، يصلح لكل المواقف، وتبريراته جاهزة في جيبه، يخرجها للناس مثل ساحر فاشل! 
هذه الأيام البرمجة على حزب الله، ونصر الله: 
انفجار في الضاحية، يبررون... سببه حزب الله لانه تدخل في سورية ومن حق السوريين ان يفجروا الضاحية ويقتلوا الناس رداً عليهم.
انفجار في طرابلس سببه حزب الله، وقد يكون بدعم خفي منه، رداً على انفجار الضاحية. 
انفجار في العراق وباكستان وقتلى بالعشرات في المساجد... سببه حزب الله فهو من اثار الخطاب الطائفي، الذي أجج النفوس ضد الطوائف. 
المهم المثقفون او المثقوبون العرب جاهزون دائما بأسلحتهم، وليس مهما المسميات، سواء حزب الله، او الاخوان المسلمين، او الاستعمار، او إسرائيل او إيران... المهم ان يضع اللوم على غيره، ويسقط فشله على الاخرين، ويغلف مواقفه المخجلة برداء الوطنية، وحقوق الانسان، ودموع الاطفال. 
القادم ضربة عسكرية من قبل «حلف شمال الاطلسي» - قدس سرهم - لسورية، بمباركة الجامعة العربية- لعنت من قطعت سرتها-، والمثقوبون العرب جاهزون للتبرير، والفضائيات جاهزة للتغطية على سوءاتهم، وكما برروا جرائم «النصرة والجيش الحر» تحت غطاء انها ردة فعل لجرائم النظام، ثم شربوا «الهوت شوكليت» وتابعوا «اراب آيدول» جاهزون لتبرير القتل على يد الاجنبي الذي طالما شتموه، وأعلنوا انه امبريالي، عدو للامة، وحليف للصهيونية.
ولكي اريح المثقوب بعقله، والذي مازال يحمل ارثا جاهليا في وجدانه، اضع امامه بعض التبريرات المعلبة، يقدمها للجماهير، ويبدأها دائما بجملة انا ضد العدوان على سورية ثم يكمل جملته بـ«لكن» ويسرد عندها مخلفاته: 
انا ضد الضربة العسكرية... ولكن النظام السوري تمادى في جرائمه، وهو من أحضر الغرب بانتهاكه لحقوق الانسان (لا بأس ان تضع صورة لطفل يبكي في أفغانستان). 
أنا ضد الضربة العسكرية الاطلسية... ولكن سببه التخاذل العربي في دعم الشعب السوري الفقير (لا بأس بوضع صورة لامرأة تعتقل في البحرين). 
انا ضد الضربة العسكرية الأميركية... ولكن لولا تدخل إيران وروسيا وحزب الله وجيش المهدي وحزب العمال الكردستاني ومنظمة الماويين في التبت لما تدخلت أميركا. 
أنا ضد العدوان الغربي الكافر... ولكن من ينقذ الشعب السوري من براثن البعث النصيري المجوسي، انها حرب بين طرفين كافرين سخرهم الله لانقاذ الامة! 
انا ضد الضربة العسكرية... ولكن الأميركان أرحم من الانظمة العربية... ! 
أنا ضد التدخل العسكري الأميركي ولكن لابد ان نضحي بالجنين حتى ننقذ الام.! 
أنا ضد قصف سورية... ولكن لماذا الطرف الآخر لم يستنكر تدخل حزب الله وإيران!
كتبتها من قبل، ان دفعت فلسا من أجل القتال في سورية (لأي طرف كان)، وشجعت القتل في سورية تتحمل وزر افعالهم، تتحمل وزر كل قتيل، وملطخة روحك ويدك بدمائهم... ومهما غسلت يديك بشعارات وآيات وأحاديث، فأنت لست سوى قاتل.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك