طغاة العرب لا يعتبرون.. هذا ما يراه محمد الدوسري

عالم اليوم

غربال  /  سوريا.. الطغاة يجلبون الغزاة

محمد مساعد الدوسري

 

لا عجب أن تجد ابن خلدون مؤلف «مقدمة ابن خلدون» من ضمن أشهر الشخصيات التي تجد لها حضورا كبيرا عند قراءة التاريخ الإسلامي، فمن يقرأ لهذا الرجل يستطيع أن ينفذ للتاريخ ويستشرف المستقبل في آن واحد، مع تفسير واقعي للحاضر الذي نعيشه في عالمنا العربي والإسلامي.

إحدى العبارات الرائعة التي جاء بها ابن خلدون هي أن «الطغاة يجلبون الغزاة» ، ويفسر ذلك بأن هؤلاء الطغاة، إما أن يستعينوا بالغزاة ضد شعوبهم التي تثور عليهم، كما جرى في سوريا التي جلب بشار فيها الإيرانيين وحزب الشيطان، أو أنهم يمهدون لأطماع الغزاة في احتلال هذه الدول المحكومة من قبل الطغاة تحت ذريعة تخليص الشعب من الطاغية، كما هو الحال الآن من تدخل الغرب في سوريا.

ذريعة تدخل الغرب الآن لاحتلال دولنا العربية، هو وجود طغاة يسومون شعوبهم سوء العذاب، ولا يحفلون بحقوق الشعوب وحريات أفرادها، ويفسدون في الأرض من خلال إفساد كل شيء في هذه البلدان التي يحكموها بالحديد والنار، وكل هذه هي أسهل ذريعة لتدخل الغزاة من أجل إعادة الاستعمار لبلدان خرجوا منها مدحورين، إلا أنها تسلم لهم بكل سهولة الآن على يد هؤلاء الطغاة.

طغاة العرب لا يعتبرون، وهم السبب في كل حرب ودماء وضحايا وإبادات وفقر وجهل ومجاعات أصابت دولنا العربية، ومع ذلك لا تزال تجد من يمجد الطغاة من العسكر أو غيرهم، وتراه يهتف لهم «اضرب اضرب»، وكأنهم مجموعة من الضباع التي تقف على مقربة من ذئب يفترس ضحيته، لتأتي هذه الطغمة الفاسدة لتأكل من الفتات المتبقي، فمتى نتخلص من هؤلاء الطغاة وطغمتهم الفاسدة حتى تتوقف حملات الغزاة؟.