خليل حيدر متوقعاً: مصر ستكون أفضل!
زاوية الكتابكتب أغسطس 28, 2013, 1:04 ص 902 مشاهدات 0
الوطن
أفكار وأضواء / هل يسير إخوان مصر.. نحو الهاوية؟
خليل علي حيدر
أثبتت التطورات صحة ما تنبأ به أحد المثقفين الذين تحدثوا الى مجلة روزاليوسف، 2013/7/1، عن مصير نظام الرئيس مرسي وحكم الاخوان. قال: «الإخوان خاسرون في كل الاحوال، فإن «حملة تمرد» جيدة، واذا خرجت الجماهير بالصورة المطلوبة حتى ولو نزل 7 ملايين من بين الـ15 مليونا الذين وقعوا على حملة «تمرد»، سنحقق التعجيل بالانتخابات الرئاسية المبكرة، وهي فكرة ديموقراطية حاسمة وستدفع الاخوان لاعادة التفكير في الموقف، اما لو لم يقبل التيار الاسلامي وسار في طريق العناد فهنا ينتهي نظام «مرسي» لانه بالدم تنتهي الانظمة السياسية، ففي جميع الحالات الاخوان هم الخاسرون، وبأي حال لن تقل مكانة الجيش المصري فهو سيؤدي مهمته الدستورية والقانونية في حماية شعبه وارض مصر في الداخل والخارج. اما اذا خرجت الجماهير بالصورة المطلوبة ولم يستجب مرسي ودخلنا في صدام، فسندخل في مرحلة انتقالية يتولى ادارتها الجيش».
تحدث العديد من المثقفين المصريين قبل احتشاد 30 يونيو 2013 الحاسم عن مرحلة «ما بعد سقوط مرسي»، مما يستحق اليوم قراءته بعد ان نجح الجيش المصري في اقتحام الاعتصامين الكبيرين للاخوان في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، يوم 2013/8/14.
صنع الله ابراهيم، الاديب المعروف قال: «التجربة الإسلامية» اعتقد انها كتبت نهايتها بعد حكم عام من جماعة الاخوان والشعب المصري اكتشف اكذوبة ما يسمى بتيار الاسلام السياسي وكيفية التمسح بالدين لاشخاص ليست لهم علاقة بالتاريخ او الشعب او الوطن، فقط كان هدفهم مصلحة الجماعة.. فأي شخص سيأتي بعد محمد مرسي سيكون افضل منه لأنه سيخضع للشعبية الجماهيرية. في 30 يونيو كل شيء متوقع.. وما يقال عن دعم امريكا للاخوان والدفاع عنها فهذا مردود عليه بأن امريكا اول من تخلت عن مبارك وكذلك شاه ايران.
انا متفائل ايا كانت النتائج. مصر ستكون افضل حتى لو هدد الاسلاميون باسقاط الرئيس القادم من منطلق «اسقطوا لنا رئيسنا وسنسقط لكم رئيسكم». فالكلمة الفصل في النهاية للشعب، ومن يتحجج بأن 30 يونيو ضد شرعية الصندوق اوجه له رسالة بانه لو فكرنا بهذا المنطق لما قامت ثورة 25 يناير 2011 التاريخ سوف يكتب ان هناك جماعة من مدعي الاسلام حاولت السيطرة على الحكم وفشلت فبعد 30 يونيو جماعة الاخوان المسلمين اما سيكونون ضد اي تطور ويعيقون حركة التقدم واما ان يوافقوا على الانضمام الى الحركة الوطنية بدون سياسة التكويش والاقصاء».
الكاتب والاديب يوسف القعيد قال: «مأخذي الاساسي على المعارضة انشغالها برحيل محمد مرسي دون ان تنشر للناس ما بعد الرحيل وكأن التاريخ يعيد نفسه ويحدث ما يسمى بورطة النجاح التي هي السبب فيما نحن فيه، مبادئ الثورة يجب ان تحمل القضاء على نظام واقامة نظام جديد، مبارك حكم 30 سنة ومرسي حكم سنة وحجم الاخطاء يساوي بينهما فيجب ان يلحق به في السجن».
د.جابر عصفور قال: «لابد ان يرحل الاخوان لان من الناحية القانونية اصبح حكمهم باطلا، فهناك ما يقرب من 20 مليون استمارة لعزل مرسي وبالتالي قانونيا ودستوريا اصبح وجود مرسي غير شرعي.. رحيل مرسي سيكون مخاضا صعبا بل صراع موت او حياة لاننا امام مجموعة منظمة منذ ثمانين سنة تحلم بالحكم فبعد الوصول اليه وزعت المناصب وكونت مصالح من السلطة وبالتالي لن تتركه بسهولة.
الثورة في 30 يونيو على حكم الاخوان والاستبداد الاخواني وليس القيادات الاسلامية لانها فصائل وطنية لها تقديرها (2013/7/1).
ولكن جماعة الاخوان حقيقة كبرى في الحياة السياسية المصرية منذ عقود ورغم انها لم تكن رأس الحربة في اسقاط نظام مبارك واشعال ثورة 25 يناير الا انها ابدت مهارة فائقة في تذليلها وركوبها بل وجر عربة ممثلة بالغنائم خلفها! هذه الجماعة ليست قوة ديموقراطية او عصرية او حتى ثورية وهيمنتها على قطاع شعبي عريض في مصر وخارجها تعكس مأساة الثقافة الدينية والسياسية والفكرية العربية وبؤس بعض جوانب الواقع الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي والاسلامي، اكثر مما توحي بالحلول العملية والعصرية التي تحملها الجماعة في اي دولة.. للمجتمع الحديث.
«احمد البان»، المنشق عن حركة الاخوان، يقول ان الجماعة «لن تندمج في المجتمع المصري من جديد بدون مراجعات جديدة وافكار مبتكرة بعد هذا النظام البائس الذي ظهر للناس خلال فترة حكمهم فيجب فصل المسار الدعوي عن المسار السياسي وان تتوجه الجماعة الى النشاط الخيري والدعوي الى البر والتقوى والتركيز على مبادئ التربية والبعد عن دوافع الجماعة السياسية التي جعلتها في مواجهة الشعب والمؤسسات سواء كانت ملكية او جمهورية على مدار العقود الماضية، ويجب ان يكون رجوعهم للسياسة مرة اخرى مبنيا على استدعاء مجتمعي لهم وليس لأخذ سيف السلطة مثلما فعلوا» (روز اليوسف 2013/7/27).
المنتمي الى جماعة الاخوان لا يتأخر بالزمان والمكان والتاريخ والمرحلة! يقول «البان» انه «لا يوجد صراع جيلي داخل الجماعة فمناهج التربية داخل الجماعة استطاعت ان تحسم الصراعات والخلافات لانهم جميعا عقول واحدة فمن الممكن ان تجد رجلا في عمر السبعين خارج الجماعة مفعم بالشباب والحيوية ويقبل النقاش، وفي المقابل تجد شابا في الجماعة عمره العشرون لا يقبل اي نقاش لانه مليء بما قيل له من مناهج تربية ومبادئ للسمع والطاعة، كما ان الجماعة تحتوي على مدرستين، الأولى هي «المحافظون» التي تجنح إلى التنظيم والعمل السري وتعتمد على التربية الصارمة في التعامل مع أفرادها والدولة. والمدرسة الثانية «الإصلاحية» التي ترغب في التعامل مع الدولة وتقبل النقاش وترحب بالعقلية النقدية، وهذه قليلة داخل الجماعة».
الكثيرون من داخل الجماعة ومن بين الإسلاميين حاولوا إصلاح مركبة الإخوان الحزبية دون نجاح، من هؤلاء الداعية «كمال الهلباوي»، الذي يقول عنه «البان» بأنه «شخصية رائعة وله مراجعات كثيرة قام بها وحذّر كثيراً من المسار الذي تسلكه الجماعة وتنبأ بما سيحدث لها».
وهذا ما لا يوافقه عليه منشق ثان من الإخوان وهو «سامح عيد».. ويقول: «مشكلة الهلباوي أنه لم يقدم مراجعات حقيقية لفكر الجماعة أو فكراً، فهو مازال متمسكا بفكر وعقائد الإمام حسن البنا، ورأى أنه فكر اقصائي، فهو ضد الأحزاب ومع معاداة الآخرين والهلباوي مازال متمسكا بكل هذه العقائد، وأرى أننا لا نحتاج تعاليم البنا أو فكر الجماعة، ولكننا نريد فكراً إسلامياً تصالحياً مع الدولة المدنية، نحن نحتاج إلى فكر نخبوي إسلامي يتعامل مع الدولة المدنية والعلمانية، فكر يستوعب الاخوان والسلفيين بعد حل الجماعة، لأن هؤلاء سيكونون قنبلة موقوتة بأفكارهم التي يحملونها بعد حل التنظيم»، ويضيف سامح عيد أن «الخط الذي تمشي فيه الجماعة الآن يقلل مساحة التسامح بينها وبين الشعب وليس آخرها آحداث الجمعة الدموية. الشباب حالياً في حالة غضب من القيادات، ويعلمون أن قيادتهم ارتكبت الكثير من الأخطاء ولكن لا يرون داعياً للحساب الآن حتى تنكشف عنهم الغمة، فهناك قاعدة داخل الجماعة يتم تربية الاخوان عليها بأنه في حال الأزمات لا أحد يعبر عن رأيه إلا بعد مرور الأزمة، وهذا ما يحدث الآن داخل الجماعة».
وقلل سامح عيد من أهمية التنظيم الدولي للإخوان، وقال: «بالنسبة لمصر فهو مضخة المال فقط.. لم يقدموا للإسلام أو الفكر الإسلامي شيئاً، أنا أعلم أن التنظيم الدولي قبل عشرة أيام من تظاهرات 30 يونيو اتصل بجماعة الاخوان في مصر وأبلغهم بأن الوضع قلق وأن لديهم أخباراً بأن اليوم لن يمر بسلام، ولكن الاخوان طمأنوهم وقالوا إنهم مسيطرون على مجريات الأمور، وفي يوم 30 يونيو أعيد الاتصال مرة اخرى وطالبوا الاخوان بان يُجروا انتخابات رئاسية مبكرة للحفاظ على وجود الجماعة وحزب الحرية والعدالة داخل مصر، ولكن رفض خيرت الشاطر وقال لهم نحن أدرى بشؤوننا وانه مسيطر على كل الامور وان اجهزة الامن والمخابرات تعمل معه».
وعن رفض الجماعة قال ان السبب هو انهم يعتبرون مثل هذه الخطوات «اعترافا» بالامر الواقع، وهم لا يريدون هذا، فهم يريدون دولة خلافة، لا يوجد فيها تداول سلطة، ويوجد بها خليفة هو المتحكم في الدولة، يعين القضاة ويجمع الزكاة، هذا هو تصور الاخوان لشكل الدولة، فالحكم ينتقل فيها للطليعة المؤمنة او لأهل الحل والعقد، هم يعلمون ان الانسحاب الحالي يعني انتهاء التنظيم ومحاسبة القيادات لذلك قرروا الانتحار بالجماعة».
الكتب والمقالات والمقابلات في قضايا حركة الاخوان لا تكاد تحصى، ولعل من اهمها تلك التي كتبها ولا يزال، اعضاء الجماعة وقياداتها، ممن انشقوا عليها وفضحوا أسرارها، وهناك كذلك من أعجب بهم من الصحافيين والكتاب وعايش رموزهم وقياداتهم فترة طويلة، وبخاصة بعد عام 1970 مع مجيء الرئيس أنور السادات.
من هؤلاء الصحافي المصري محمود صادق، صاحب كتاب «الاخوان المسلمون: الأزمة والتشتت»، الصادر عام 2002، قبل اكثر من عشر سنوات، ويتساءل الكاتب على غلاف الكتاب «هل انتهت الحركة؟».
الكاتب، كما يصف نفسه، مجرد فرد «من أفراد جيل ثورة يوليو عايش افرادا من الاخوان، وتأثر بقرارات الحكومة وعلاقتها بالسلطة.. من جيل الثورة عاش تبعات هذا الصدام المبكر الذي حدث بين رؤساء مصر وقادة الاخوان»، الكاتب محمود صادق، ينصح الاخوان بحديث سمعوه مراراً، ويسمعونه اليوم من الخصم والصديق، ومن المنتمي والمنشق: الاخوان بحاجة الى إصلاحات كثيرة كي لا تنزل بنفسها وأعضائها ومجتمعها المزيد من الدمار!
يقول صادق (ص 27) من الكتاب:
«لا اعتقد ان هدف الاخوان سوف يتحقق ليس بسبب الظروف الراهنة سواء الدولية او الاقليمية والمحلية، ولكن لاسباب تكمن في طبيعة حركة الاخوان المسلمين ذاتها وطرق ادارة دفة العمل داخلها اضافة الى بعض الشخصيات القيادات التي اصبحت بمثابة قوة طرد لا جذب لشباب الجماعة الجدد، وتكفي تجربة حزب الوسط وما حدث خلالها ومن جرائها من تداعيات افقدت الجماعة بعضا من خيرة شبابها وألقت بظلال من الشك حول امكانية استمرار الجماعة واستمرار تأثيرها اذا ما تواصلت سيطرة فكرة الوثوب الى السلطة على افكار الجماعة!».
تعليقات