السعودية والخليج مع عمر الطبطبائي

زاوية الكتاب

من تدعم المملكة في سوريا وفي مصر خوفاً من الإخوان المسلمين ؟

كتب 3621 مشاهدات 0

عمر الطبطبائي

خص الكاتب عمر الطبطبائي بمقال عن الحالة السياسية الإقليمية ومنها أزمتي مصر وسوريا وتدخلات السعودية خوفاً من وصول الإخوان المسلمين ، ومن تدعم ومن تعارض ، وفيما يلي نص المقال والتعليق لكم :

من بين الآراء:

قبلة العرب السياسية

لن تسمح المملكة العربية السعودية في أي حال من الأحوال بأن تحاط بدول لاتملك التحكم بسلطاتها بطريقة أو أخرى فمصر اليوم يحكمها حزب الاخوان المسلمين السياسي والذي لم يكن على اتفاق أو وفاق مع وهابية المملكة عبر التاريخ وهذا ما يجرنا الى الوضع في سوريا وسبب تأخر الدعم الحقيقي للشعب السوري ففي عالم السياسة المصالح تأتي قبل الانسانية وقبل كلمة الحق أيضا فلو سقط حزب البعث السوري اليوم فسيحل مكانه حزب ذو توجه اسلامي سني بلا شك خاصة بأن هناك من نجح بتحويل اسباب الحرب الى أمور طائفية بحته وهذا ما دعى ايران وغالبية أتباعها من أحزاب منتشرة هنا وهناك دعم النظام السوري وبالعلن لأن هذا النظام هو من يساند حزب الله وهو منفذ لسلطة ايران في الشرق الأوسط.

ومن المتعارف عليه بأن جماعة الاخوان المسلمين هم أكثر حزب سياسي منظم فبالتالي من السهولة على هذا الحزب الوصول الى سدة الحكم بعد سقوط بشار الأسد وهذا ما لن تسمح به المملكة العربية السعودية بأن تكون محاطة من الشمال الغربي والشرقي بدول تقودها جماعة الاخوان خاصة وأن المملكة استبدلت الخطر الشيوعي بخطر الاسلام السياسي المتطرف، وما يجعلنا أن نصل لهذا التحليل هو اعلان السعودية قبل فترة بدعمها للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والذي يترأسه أحمد الجربا أحد شيوخ قبيلة 'شمر' السورية!

الغريب في الموضوع أن بعد اعلان المملكة السعودية دعم الائتلاف المعارض السوري قامت مع بعض الدول الخليجية بتوجيه ضربة مؤلمة لحزب الاخوان المسلمين في مصر عن طريق الجيش المصري وكل الدلائل من دعم مادي ومعنوي تشير الى أن دول الخليج تريد اضعاف هذه الجماعة لأنها تحكم قبلة العرب السياسية والتي تؤثر بشكل كبير على كل الدول العربية ولعل خير مثال هو عندما حكم الراحل جمال عبدالناصر مصر زادت من قوة الجماعات القومية في معظم الدول العربية.

كذلك علينا أن لا نغفل عن الموقف الروسي والتمسك الى الآن بشرعية النظام السوري رغم كل مافعله بشعبه، فالدب الروسي عانى الكثير من المجاهدين المسلمين في فترة امتدت الى التسعينات من القرن الماضي لهذا لن يسمح هو الآخر بوصول الاسلاميين السنة الى سدة الحكم ولعل في عالم السياسة لا وجود للثوابت وكل شيئ يتغير حسب المصالح وهنا يأتي التكتيك السعودي وكيف يكسب هذا الدب تدريجيا للوقوف معه لتفتيت الاخوان في مصر وبعدها التخلي عن بشار الأسد وستتضح معالم الاتفاق من خلال صفقات اسلحة مليارية كالعادة.

قبل سقوط بشار ستفعل المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج كل ما بوسعهم لحماية مصالحهم السياسية المرتبطة بقبلة العرب الأولى وستفعل المزيد لتفتيت الربيع العربي روح الثورات وخلق نظام موالي لأموال الخليج لكنها غفلت بأن أحيانا كثيرة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وان الشعب المصري اليوم ليس بشعب الأمس لذلك ستواجه ردة فعل لن تحسب لها أي حساب.

كل ما حدث ويحدث وسيحدث لا يتعلق بدين أو إنسانية أبدا، فهاهو الدين ينزف فلسطين وبورما وهاهي الإنسانية تنزف العروبة دون تحريك أي ساكن !!...

عمر الطبطبائي

الآن - رأي / عمر الطبطبائي

تعليقات

اكتب تعليقك