شركات النفط العالمية ' حائرة '

الاقتصاد الآن

بين نار زيادة الأرباح وزيادة الإنتاج، والمستقبل رمادي!

89 مشاهدات 0


أظهرت النتائج المالية للشركات النفط العملاقة للربع الثاني من العام الحالي لكل من أكسون موبيل- شفرون - رويال شل - بي. بي. و توتال انخفاضا في ايراداتهم المالية وانخفاض في معدلات الانتاج من النفط والغاز مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي . أي لا زيادة في صلب نشاطهم من النفط والغاز بالرغم من زيادة  إستثماراتهم الرأسمالية سنويا، وهي إشارة واضحة بأن المصاريف الرأسمالية في تزايد وانخفاض العوائد المالية بالرغم من أن أسعار النفط  مازالت عند أكثر من 100 دولار للبرميل ، إلا أن أرباح حملة أسهم هذه الشركات انخفض إلى أكثر من 20% في العام الى مادون ال10% .   
العنصر الأخير يسبب قلق للمستثمرين مع ان هذه الشركات من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية في العالم وخاصة شركة أكسون موبيل الأمريكية و التي تقدر قيمتها السوقية بحوالي 400 مليار اقل بقليل من شركة أبل والتي تعتبر الأعلى في العالم .
و مصدر القلق الآخر ان الشركات المستقلة الأخرى المنافسة بدأت تنمو بنسبة أكثر من 30 % سنويا وذلك بسبب استثماراتهم في النفط الصخري، لتصبح الشركات العملاقة 'غيرمحبوبة' وبدأت تغير من استراتيجيتها بالتركيز على تحسين الأداء المالي والقيمة المالية المضافة وليس على زيادة الانتاج .
وقد خسرت الشركات النفطية مكانتها في المناطق الاستراتيجة والممتلئة بالنفط في الشرق الأوسط ، وأجبرت في نفس الوقت علي ترك روسيا وفنزويلا ولم يبقى لها سوي التركيز علي بحر الشمال والأسكا وخليج المكسيك، لكن في هذه المناطق تواجه مشكلة زيادة الضرائب من الدول المضيفة وكابوس تلوث البئية وهي مصيبة المصايب لشركة بي. بي. البريطانية في خليج المكسيك ومازالت مشكلتها عالقة، ومع مرور كل يوم الكلفة تتزايد عليها وكادت شركة بي. بي. ان تنهار و ' تروح فيها '. ولم تستثمر هذه الشركات في تطوير النفط والغاز الصخري بسبب تخوفها من الكوارث البئية  وزيادة تكاليف الانتاج، خاصة وأنها كانت دائما متعودة على النفط الشرق الأوسط الرخيص وسهل الاستخراج ولتزيد عن 10 دولارات .
عدا شركة رويال شل التي لها استثمارات كبيرة في مجال تطوير الغاز الصخري داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، الا أنها خسرت الكثير بسبب ضعف  سعر  الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية لتكون الأرخص في العالم .
الشركات النفطية العملاقة مازالت تتمتع بمراكز متوفقة ومازالت من الشركات 10 الأولى في العالم في انتاج من النفط وتأتي بعد أرامكو السعودية وغاز بروم الروسية والشركة الوطنية الايرانية، حيث تحتل شركة أكسون موبيل الأمريكية المركز الرابع  ، ثم الكويت لتأتي بعدها  شل و بي.بي و شفرون الأمريكية في المركز العاشر . أمنية جميع هذه الشركات ان تقيم علاقات استراتيجية بعيدة المدى مع الشركات الوطنية والمنتجة للنفط وخطة معظم هذه الشركات ولدى معظم هذه الشركات استراتيجية مع معظم دول منطقة الخليج العربي وخاصة مع ' ارامكو ' السعودية في قطاع التصنيع والتكرير داخل وخارج المملكة من مصاف مشتركة في المملكة وفي آسيا و اوربا والولايات المتحدة الأمريكية، وهي أسواق رائدة وواعدة، وجميع هذه المصافي تعتمد على النفط الخام السعودي، وتستفيد الدول النفطية المنتجة للنفط من خبرات الشركات العملاقة وخاصة في الخارج وفي آسيا و تحديدا في أوقات المفاوضات مع الصين .
و السؤال الملح، ماذا عن المستقبل؟
هذه الشركات العملاقة ستجد صعوبة في زيادة انتاجها من النفط التقليدي ولن تسمح الشركات الوطنية المهيمنة على أكثر من 90% من إجمالي احتياطي العالم على عودة الشركات للتنقيب واستخراج النفط لأنها لم تعد بحاجة إليهم، وشركات الخدمات النفطية ممكن الاستعانة بها وبكل سهولة، وهي مرنة ومتفهمة للشعور الوطني القومي وليست منافسة لها في زيادة الانتاج ولا تتعارض مصالحها مع الشركات الوطنية، حيث أنها تقدم  خدمات نفطية حسب طلب وحاجة الشركات الوطنية ولا تتدخل في ادارة هذه الشركات، وتقدم الاستشارة المطلوبة فقط مقابل اجر، وفرص الشركات العملاقة فقط في النفط الصخري ان ارادت ان تستكمل مسارها في مجال الطاقة والبقاء بها، ماعليها سوى شراء هذه الشركات المستقلة والتي تستثمر حاليا في هذا المجال، والحصول على تقنيات استخراج النفط الصخري، ومع شراء حقوق هذه الشركات الأمريكية المستقلة ستقفز بسرعة البرق بانتاجها من النفط وقد تتفوق على ايران والكويت في مراكز الصدارة في انتاج النفط، وقد يكون هذا الخيار الوحيد و المكلف كي تحافظ الشركات النفطية العملاقة على  مكانتها ونفوذها وسيطرتها على النفط  على المدى البعيد .
هذا الخيار البديل قد لا يرضي ملاك شركات النفط العالمية ويصرون على عوائد مالية عالية وفي حدود 20%  مثلما كانوا يحصلون عليها في السابق، وليس عند المعدلات الحالية والتي لا تتجاوز 10%  كعائد على الرأسمال، ويبقى في الآخر قرار حملة الأسهم وماذا يريدون أن يحققون من أهداف مالية وعملية وللبقاء لسنوات قادمة كثيرة.              
 
كامل عبدالله الحرمي
كاتب ومحلل نفطي مستقل
 
 

 

 

 

الآن - كامل الحرمي - كاتب ومحلل نفطي مستقل

تعليقات

اكتب تعليقك