تحديات تواجه شركات النفط العالمية

الاقتصاد الآن

كامل الحرمي يكتب عن مستقبلها وعوائدها المالية

1936 مشاهدات 0

تحديات تواجه شركات النفط العالمية

أظهرت النتائج المالية للشركات النفط العملاقة للربع الثاني من العام الحالي ' أكسون موبيل- شفرون - رويال شل - بي. بي. و توتال' انخفاضا في ايراداتها المالية وفي معدلات الإنتاج من النفط والغاز مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي ، أي لا زيادة في صلب نشاطهم من النفط والغاز بالرغم من زيادة استثماراتهم الرأسمالية سنويا. وهي إشارة واضحة بأن المصاريف الرأسمالية في تزايد و انخفاض في العوائد المالية بالرغم من أسعار النفط مازال عند أكثر من 100 دولار للبرميل . الا ان أرباح حملة اسهم هذه الشركات إنخفض من أكثر الي 20% في العام الي مادون ال10% . 

والعنصر الأخير يسبب قلق للمستثمرين مع ان هذه الشركات من أكبر الشركات في العالم من حيث القيمة السوقية في العالم وخاصة شركة أكسون موبيل الأمريكية و التي تقدر قيمتها السوقية بحوالي 400 مليار اقل بقليل من شركة أبل و التي تعتبر الأعلي في العالم .

و مصدر القلق الآخر هو ان الشركات المستقلة الأخري المنافسة بدأت تنمو بنسبة أكثر من 30 % سنويا وذلك بسبب أستثماراتهم في النفط الصخري . لتصبح الشركات العملاقة 'غيرمحبوبة' وبدأت تغير من استراتيجيتها بالتركيز علي تحسين الأداء المالي والقيمة المالية المضافة وليس علي زيادة الأنتاج .

وقد خسرت الشركات النفطية مكانتها في المناطق الإستراتيجة والممتلئة بالنفط في الشرق الأوسط . وأجبرت في نفس الوقت علي ترك روسيا وفنزويلا ولم يبقي لها سوي التركيز علي بحر الشمال و الأسكا و خليج المكسيك . لكن في هذه المناطق تواجه مشكلة زيادة الضرائب من الدول المضيفة وكابوس تلوث البئية وهي مصيبة المصايب لشركة بي. بي. البريطانية في خليج المكسيك ومازالت مشكلتها عالقة ومع مرور كل يوم الكلفة تتزايد عليها و كادت شركة بي. بي. ان تنهار و ' تروح فيها '.

و لم تستثمر هذه الشركات في تطوير النفط و الغاز الصخري بسبب تخوفها من الكوارث البئية وزيادة تكاليف الأنتاج وخاصة و انها كانت دائما متعودة علي النفط الشرق الأوسط الرخيص وسهل الأستخراج و لتزيد عن 10 دولارات .عدا شركة رويال شل التي لها أستثمارات كبيرة في مجال تطوير الغاز الصخري داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها. الا انها خسرت الكثير بسبب ضعف سعر الغاز في الولايات المتحدة الأمريكية لتكون الأرخص في العالم . .

و الشركات النفطية العملاقة مازالت تتمتع بمراكز متوفقة و مازالت من الشركات 10 الأولي في العالم في انتاج من النفط و تأتي بعد أرامكو السعودية وغاز بروم الروسية و الشركة الوطنية الأيرانية حيث تحتل شركة أكسون موبيل الأمريكية المركز الرابع ثم الكويت لتأتي بعدها شل و بي.بي و شفرون الأمريكية في المركز العاشر . وأمنية جميع هذه الشركات ان تقيم علاقات استراتيجية بعيدة المدي مع الشركات الوطنية و المنتجة للنفط وخطت معظم هذه الشركات ولدي معظم هذه الشركات شركات أستراتيجية مع معظم دول منطقة الخليج العربي وخاصة مع  ' ارامكو ' السعودية في قطاع التصنيع و التكرير داخل وخارج المملكة من مصافي مشتركة في المملكة وفي آسيا و اوربا والولايات المتحدة الأمريكية وهي أسواق رائدة واعدة .وجميع هذه المصافي تعتمد علي النفط الخام السعودي. وتستفيد الدول النفطية المنتجة للنفط من خبرات الشركات العملاقة وخاصة في الخارج وفي آسيا و تحديدا في أوقات المفاوضات مع الصين .


و السؤال الملح و ماذا عن المستقبل ؟
هذه الشركات العملاقة ستجد صعوبة في زيادة انتاجها من النفط التقليدي و لن تسمح الشركات الوطنية والتي مهمينة علي أكثر من 90% من اجمالي أحتياطي العالم علي عودة الشركات للتنقيب و أستخراج النفط لأنها لم تعد بحاجة اليهم . وشركات الخدمات النفطية ممكن الأستعانة بها وبكل سهولة وهي مرنة و متفهمة للشعور الوطني القومي و ليست منافسة لها في زيادة الأنتاج ولا تتعارض مصالحها مع الشركات الوطنية حيث انها تقدم خدمات نفطية حسب طلب وحاجة الشركات الوطنية ولا تتدخل في أدارة هذه الشركات وتقدم الأستشارة المطلوبة فقط مقابل اجر. وفرص الشركات العملاقة فقط في النفط الصخري ان ارادات ان تستكمل مسارها في مجال الطاقة و البقاء بها . وماعليها سوي شراء هذه الشركات المستقلة والتي تستثمر حاليا في هذا المجال و الحصول علي تقنيات أستخراج النفط الصخري . ومع شراء حقوق هذه الشركات الأمريكية المستقلة ستقفز بسرعة البرق انتاجها من النفط وقد تتفوق علي ايران و الكويت في مراكز الصدارة في انتاج النفط . و قد يكون هذا الخيار الوحيد و المكلف كي تحافظ الشركات النفطية العملاقة علي مكانتها ونفوذها وسيطرتها علي النفط علي المدي البعيد .

وهذا الخيار البديل قد لا يرضي ملاك شركات النفط العالمية ويصرون علي عوائد مالية عالية وفي حدود 20% مثلما كانوا يحصلون عليها في السابق وليس عند المعدلات الحالية و التي لا تتجاوز 10% كعائد علي الرأسمال . ويبقي في الآخر قرار حملة الأسهم ومذا يريددون ان يحققون من أهداف مالية وعملية وللبقاء لسنوات قادمة كثيرة .

 كامل عبدالله الحرمي

 

 

 

الآن - كامل الحرمي

تعليقات

اكتب تعليقك