الاستفتاء لا يصلح لنا كشعب متخلف.. هذا ما يراه شملان العيسى
زاوية الكتابكتب أغسطس 25, 2013, 12:49 ص 1452 مشاهدات 0
الوطن
ملتقطات / لماذا نرفض الاستفتاء؟
د. شملان يوسف العيسى
عندما كتبت مقالي الاول حول رفض الاستفاء يوم الخميس 15 من الشهر الحالي لم اتوقع ردود الفعل الكثيرة عليه والتي وصلت عبر شبكة الانترنت وجاءت معظم التعليقات متفقة مع آرائنا لكن هنالك بعض الاخوة علقوا مستائين من كلامي بأن المطالب الشعبية محصورة بنواب القبائل وان ابناء القبائل مواطنون، أود هنا ان اعتذر اذا فهم بأنني احاول الاساءة لأحد من الداخل أو الخارج.. ما دفعني لذكر نواب المناطق الخارجية هو ازدياد اطروحاتهم المطالبة بالمشاريع الشعبوية على حساب مصلحة الوطن والمال العام ذلك لا يعني ان نواب المناطق الداخلية افضل حالا.. كلهم بالهوا سوا.
نعود الى موضوع الاستفتاء مرة اخرى، نكرر بأن قضية الاستفتاء لا تصلح لنا كشعب من شعوب العالم الثالث المتخلف لأن كل فرد فينا يفكر بمصلحته الذاتية اولا وبعدها مصلحة القبيلة أو الطائفة أو العائلة وآخر ما يفكر فيه المواطن مصلحة الوطن..
جامعة الكويت وهي صرح اكاديمي قررت اجراء استفتاء سنوي يأخذ رأي الطلبة والطالبات في اساتذتهم من دكاترة الجامعة لتقييم اداءدكتور المادة من حيث تمكنه من المادة العلمية وشرحه وايصاله المعلومة للطلبة ونوعية الكتب التي يستعين بها أو المذكرات وطريقة الامتحانات وتقييم الطلبة.. نظريا ما يقوم به مركز القياس والتوثيق في جامعة شيء مطلوب لكن هل النتيجة حيادية وموضوعية وبعيدة عن المصالح الذاتية؟
جاءت اجابات الطلبة دون المستوى المطلوب.. لماذا؟ لأن الطالب يقيم دكتور المادة من منظوره الشخصي من خلال الدرجة العلمية التي يستلمها من الدكتور فإذا كانت الدرجة A أو B فالمدرس ممتاز ويستحق الاشادة اما اذا كانت درجة الطالب C أو D فإن الملام هو دكتور المادة لأنه لم يوصل المعلومة للطالب جيدا.. اذكر جيدا ان الدكتور المرحوم الاستاذ احمد البغدادي كان من افضل اساتذة القسم علما وتدريسا وتواضعا وجدية في التعليم.. يأتي تقييم الطلبة له ضعيف أو جيد لا لسبب فقط لأنه متشدد في منح الدرجات وكان يفرض بأن الطلبة قادرين على العطاء.. لكنهم لا يدرسون.
ما الدرس المستفاد من تجربة الجامعة.. المدرس اذا كان الطلبة الجامعيون يبحثون عن مصالحهم اولا.. فكيف للشعب في الشارع وضع اولويات الدولة بدون التفكير بمصالحهم.. وهذا امر طبيعي وعادي.
الحقيقة المرة التي علينا التركيز عليها قبل الاولويات هي حقيقة اننا كشعب نعيش في دولة ريعية ليس للمواطن فيها أي دور فهو انسان مهمش.. لماذا؟ لأنه كمواطن لا يساهم في دفع الضرائب التي تدخل ميزانية الدولة ولا يؤدي الخدمة العسكرية فهو في هذه الحالة لا يملك حقوق المواطنة في دولة الرفاة التي تقوم بتوظيف كل المواطنين وتحرص على تقديم الخدمات لهم.. وهي عملية رشوة سياسية من الانظمة في الخليج الى شعوبهم.. ماذا يعني ذلك؟ يعني بكل بساطة ان الدولة اصبحت مستقلة عن الشعب (المجتمع) فهي ليست محتاجة للمواطن.. بينما المواطن هو الذي يحتاج الى الدولة كما ان التراث القبلي الطويل المتسم بشراء الولاء والاخلاص تفرز عبر اعطيات الدولة التي توزع المنافع والمنح لمواطنيها.
نريد من الحكومة ان تتحمل مسؤولية وضع الاولويات التي تجعل تنويع مصادر الدخل هو الهدف وهذا لن يتحقق الا بتطوير التعليم وتحديثه بعيدا عن تدخلات الحكومة والمجلس وجماعات الاسلام السياسي.
تعليقات