ساعات العمل في نزول بقلم مازن بليله

الاقتصاد الآن

1113 مشاهدات 0

ساعات العمل في نزول

ما هو الفارق بين عدد متوسط الساعات التي يعملها الموظفون السعوديون ونظراؤهم بالولايات المتحدة، بعد توجه وزارة العمل تقليص أيام العمل إلى خمسة أيام فقط، أو حتى بمقارنتهم مع أي دولة أخرى حول العالم؟.. وللإجابة على هذا التساؤل فإنه بمقارنة متوسط عدد ساعات العمل السنوية في الولايات المتحدة، يعمل الموظف هناك دوام كامل، في المتوسط حوالى 1700 ساعة سنويًا، يعني مع استبعاد الإجازة السنوية، يعمل 35 ساعة في الأسبوع، مما يعني نفس ساعات الموظف في القطاع الحكومي، بينما ينص نظام العمل السعودي على 48 ساعة أسبوعيًا.

التوجه العالمي لساعات العمل في أوروبا بالمقارنة مع متوسط عدد ساعات العمل السنوية في شرق آسيا، في تناقص، فاليوم تشتهر الدول الإسكندنافية وفرنسا بقصر أسابيع العمل وارتفاع عدد العطلات، حيث يتضح أن فرنسا التي كانت تتفوق من حيث متوسط عدد ساعات العمل السنوية في السبعينيات على الولايات المتحدة؛ تخطّت الولايات المتحدة نزولاً، حتى وصلت إلى 28 ساعة أسبوعياً، والسويد 27 ساعة أسبوعياً، بينما وصلت في سنغافورة إلى 48 ساعة، ووصلت في كوريا إلى 50 ساعة أسبوعيًا، مما يتضح تفوق اقتصادات دول شرق آسيا على الولايات المتحدة في عدد ساعات العمل السنوية، ساعات العمل مجرد مؤشر للتفوق الاقتصادي، لكنه ليس المؤشر الوحيد، فهناك عاملان آخران، لا يقلان أهمية، العامل الأول: كيف يمكن الاستفادة من الوقت؟، فبدون مؤشرات للأداء يكون هناك تلاعب وتأخير، وخروج للمدارس والتوصيل لمشاوير الأهل.

العامل الثاني: هو المحاسبة وتطبيق العقوبات، فالموظف السعودي لديه نوع من الحصانة، يستحيل فصله، بينما غير السعودي مطالب بإنجازات معينة، ويتحمل المزيد من المسؤوليات دون المطالبة بمزيد من الأجور.

ساعات العمل أيضًا ليس لها دلالة على مستوى دخل الفرد، فالدول الأوربية والولايات المتحدة، من أكثر الدول دخلاً للفرد، ومع ذلك يعملون أقل، بينما يُسبِّب السعار التنافسي في دول شرق آسيا مضاعفة العمل حتى يستطيعوا أن ينافسوا، يعني الأوربيون مستقرون ماليًا، وحقوق الأفراد مكفولة، والأمريكيون يركزون في العمل المعرفي، عمل حقوق الملكية الفكرية، والاقتصاد المعرفي، وتقنية المعلومات، والتطوير الفكري.

الآن - العربية

تعليقات

اكتب تعليقك