حسن كرم مناشداً وزير الإعلام: اضرب بعصاك واغلق الباب دون المتطرفين

زاوية الكتاب

كتب 900 مشاهدات 0


الوطن

شافي العجمي وآخرون أيضاً متغلغلون في الإعلام

حسن علي كرم

 

كنت أزمع كتابة مقالة عن الاعلام الرسمي (الحكومي) في عهد الوزير الجديد القديم الذي امسك المجد من طرفيه (الاعلام والشباب) الا ان ظهور استاذ الشريعة - الموصوف بالتطرف - على شاشة تلفزيون الكويت، وهو الجهاز الاعلامي الرسمي للدولة، والذي اثار ظهوره انزعاجاً فسارع الوزير الى قطع البرنامج الذي يتحدث فيه استاذ الشريعة شافي العجمي وطلب التحقيق مع المسؤولين في التلفزيون الذين اجازوا عرض البرنامج.
ولئن يشكر الوزير الشاب على سرعة استجابته قطع الطريق على انزعاجات مسببة لكن يظل الجهاز الإعلامي الرسمي وتحديداً جهازي الاذاعة والتلفزيون محل المؤاخذة والنقد ولا سيما في المادة الدينية التي هي الطاغية والعارمة على خريطة البرامج في ذينك الجهازين الخطيرين.
دأب مبارك الدويلة القيادي في حركة الاخوان المسلمين والقيادي في الحركة الدستورية الذراع السياسي للاخوان في الكويت على نعت الليبراليين بالكذب والجهل والافتراء على الاسلاميين ولا سيما الاخوان المسلمين بالسيطرة على مفاصل وزارة التربية والتعليم والتسبب في تردي التعليم زاعماً ان وزارة التربية منذ نشأتها كان يقودها الليبراليون واللامنتمون وهو هنا يتذاكى ويتعمد اخفاء نصف الحقيقة. بل في الواقع كل الحقيقة. فاذا صح ان وزراء التربية او القيادات العليا كانوا من الليبراليين واللامنتمين، لكن الحقيقة الغائبة ان القيادات الوسطى وواضعي المناهج التعليمية وخاصة مادة التربية الدينية واللغة العربية ونظار وناظرات مدارس ومدرسين ومدرسات من المنتمين للتيارات الدينية المسيسة ولا سيما الاخوان والسلف القيادات الاكثر نشاطاً وانتشاراً في البلاد.
هذا الوصف ينطبق تماماً على وزارة الاعلام وتحديداً جهازي الاذاعة والتلفزيون، فاذا كان وزراء الاعلام والقيادات العليا من اللامنتمين والليبراليين، ولكن القيادات الوسطى والمشرفين على البرامج والمعدين للمادة الثقافية والدينية في كلا الجهازين غالبيتهم من المحسوبين على التيارات الدينية المسيسة وبالتالي فهؤلاء هم الذين يقودون الاعلام الرسمي وعليك عزيزي القارئ اذا كنت من المتابعين لاذاعة او لتلفزيون الكويت ان تلاحظ الجرعة الدينية المسيطرة على البرامج المعروضة والمقدمة في التلفزيون والاذاعة ولا يستثنى من ذلك حتى البرامج الترفيهية على الرغم من قلتها بل وحتى المسلسلات والاعمال الدرامية لا تفلت من مقص الرقيب الديني، وما عليك عزيزي القارئ سوى ان تشاهد العمل الدرامي او الفيلم السينمائي المعروض على شاشة تلفزيون الكويت والمعروض على شاشة قناة تلفزيونية خارج الكويت حتى تكتشف مفاعيل مقص الرقيب في تلفزيون الكويت..!!.
ما اريد ان اصل اليه اذا كان شافي العجمي رجل الشريعة المتطرف قد نجح في الوصول الى شاشة التلفزيون الرسمي فهناك آخرون لا يقلون تطرفاً وغلواً عنه متغلغلون في الاذاعة والتلفزيون يقدمون برامج او يراقبون البرامج، وما على معالي الوزير بصفته المسؤول الأول عن الاعلام الحكومي الرسمي ان يتابع ويراقب شخصياً ولا يكتفي بالتقارير او بالمعلومات الشفهية التي تصل اليه.
من هنا استطيع القول ان برامج الاذاعة والتلفزيون تحتاج الى نفضة كاملة وشاملة من حيث الفكرة ومن حيث المادة الثقافية والدينية والتخفيف من غلواء الرقابة الدينية المتشددة والتفسيرات المبالغة في الغلو هذا فضلا عن مراجعة شاملة عن افكار وانتماءات الذين يقدمون او يتعاونون مع الاذاعة والتلفزيون من رجال الدين والتأكد من هويتهم السياسية فالاذاعة والتلفزيون جهازان رسميان يمثلان الدولة الكويتية وبالتالي يفترض ان ينقلا الفكر الوسطي دون مغالاة او تحيز لهذا او ذاك. نريد رجال دين يقدمون المادة الدينية كما كنا نسمعها من المرحوم عبادلله النوري وعلي الجسار ومساعد الخرافي وعبدالرحمن الفارس وقبلهم المرحوم عبدالعزيز حمادة.. هؤلاء رجال دين قدموا المادة الدينية عبر جهازي الاذاعة والتلفزيون دون مغالاة او تطرف وكانوا مبعث الرضا والقبول من قبل الجميع.
فيا معالي الوزير وانت تقف على رأس أخطر جهاز في الدولة وهو الاعلام، اضرب بعصاك ولا تخشى قولة قائل أو لومة لائم، فاغلق الباب دون المتطرفين والمغالين والظلاميين والحزبيين الدينيين المتغلغلين في ارجاء وفي اطراف واركان الاذاعة والتلفزيون وأعد للكويت ألقها ووجها الطبيعي غير المتجهم.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك