الإخوان أحرقوا الكثير من أوراقهم.. هكذا يعتقد خليل حيدر
زاوية الكتابكتب أغسطس 18, 2013, 12:59 ص 903 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / لماذا سقطت 'كوميونة' الاخوان في مصر
خليل علي حيدر
ما جرى في مصر ولا يزال، بعد تظاهرات وثورة 30 يونيو 2013 المليونية، ليس انقلابا عسكريا وان كانت له بعض مظاهر الانقلاب. وعلى جماعة الاخوان المسلمين ألا يشوهوا الامور وألا يبالغوا في المظلومية، فعلى الرغم من تدخل الجيش وعزل الرئيس الشرعي المنتخب ديموقراطيا، الا ان هذا التدخل كان بتفويض شعبي كاسح تعاملت معه الجماعة بكل تجاهل واستعلاء. فقد كانت الجماعة منذ ظهورها تصطدم بالحكومات وتجني الكثير من التعاطف والاعجاب، غير انها هذه المرة، وبعد مرور عام على وجود الرئيس محمد مرسي في السلطة، وجدت جماعة الاخوان نفسها وجها لوجه مع ملايين المصريين من كل الطبقات بل وحتى نساء مصر المحجبات!
كان على الرئيس مرسي ان يبذل جهده في تفكيك هذه الجبهة العريضة ودراسة مطالبها والتفاهم معها بشتى الطرق.
غير انه للاسف الشديد آثر الولاء لحزبه ومرشده، مُصرّاً على اخطائه الفادحة، ناسيا انه الرئيس المنتخب لكل المصريين، وانه رمز للوحدة الوطنية ورئيس الدولة لا مجرد مرشح الاخوان المسلمين للرئاسة. وكان على جماعة الاخوان كذلك ان تتصور ابعاد هذه الفرصة التاريخية التي لم تتح لها منذ عام 1928، وانه قد آن الأوان لأن تقنع المصريين والعرب والعالم بقدراتها الادارية والتنظيمية، وان تقدم للبلاد والمجتمع ترجمة واقعية لشعار «الاسلام هو الحل»، أو على الاقل ان تبدي شيئا من المرونة التي تبقيها في السلطة وتهدئ من مخاوف الناس وتبطل خطط الخصوم والاعداء. وقد حرصت جماعة الاخوان على ان تكون صلبة، وألا تكون لينة كي لا تعصر، ولكنها فشلت في ان تكون مرنة كي لا تكسر.
ارتكبت جماعة الاخوان المصرية خطأ كبيرا بتصدرها الساحة المصرية والقيادة السياسية بعد ثورة 25 يناير. وزادت الطين بلة بسلسلة من الاخطاء وسوء التدبير، ووجدت نفسها المحاسبة والملامة في كل صغيرة وكبيرة من مشاكل مصر. وكان هذا بعض ثمن جشعها السياسي بعد ان التهمت لقمة كبيرة ساخنة حاولت ابتلاعها بأي طريقة!
كان الاخوان والاسلاميون يعايرون غيرهم في مصر وخارجها بأنهم وحدهم القادرون على حشد الجماهير وتحريك الشارع. ولم يدرس الاخوان بشكل كاف نجاح التيار الوطني الليبرالي واليساري وغير الاخوان عموما في حشد كل هذه الجماهير في وجه الاخوان ومشروعهم، ودفعوا غاليا ثمن هذا الاهمال.
لا خلاف في ان مرشد الاخوان السابق «مهدي عاكف» يمثل في كلامه عقل الجماعة. وفي يوم 2013/4/3 نشرت صحيفة «الجريدة» الكويتية مقابلة مهمة جدا قال فيها بعد ان سئل عن نجاح الاخوان في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد تراجع الجماعة في انتخابات الجامعة والنقابات، قال «اعتقد انهم سيحصلون على اغلبية ساحقة، لأن جبهة الانقاذ والاحزاب الاخرى لا تمتلك التنظيم الذي تتميز به الجماعة ولا تمتلك شعبيتها.. الشعب المصري واع وسيصوت لصالح الاخوان».
وسئل: «لماذا لم يتحقق مشروع النهضة حتى الآن رغم مرور 9 اشهر على حكم الرئيس مرسي؟» فأجاب: «لأن المشروع لن يتحقق الا عندما يكون الاخوان وحزب الحرية والعدالة هما الحزب الحاكم.. الكل يحارب الاخوان لتعطيل مشروعهم، كما ان التركة ثقيلة، ولن تُحل مشاكل الدولة خلال مائة يوم، لكن كل ما قيل عن مشروع المائة يوم الاولى، كان مجرد نية للاصلاح».
تصور.. برنامج الدولة «مجرد نية للاصلاح»!
وسئل: يقال ان المرشد، «د.بديع»، هو من يحكم مصر؟
فأجاب: «هذا كلام لا يدخل العقل، لأن المرشد «مش فاضي لكم»، والحديث عن هذا محاولة لخلخلة نظام الاخوان، لأن الدكتور بديع مسؤول عن جماعة الاخوان المسلمين في كل دول العالم، لكن محمد مرسي هو حاكم مصر، «هو مش مالي عينيكم»؟ سيكمل الرئيس مدته على الرغم من انف الحاقدين والمفسدين، لأن الله معانا والشعب يساندنا، اما الحديث عن ثورة فهذا كذب، لأنهم لا يستطيعون الاحتشاد، وهذا ما رأيناه في مليوناتهم». (الجريدة، 2013/4/3).
لن اعلق ولن اعقب تاركا ذلك للقارئ، ولكن كل ما يريد الخير لمصر يؤمن بحق كافة الاحزاب والتيارات في ان تشارك في بناء وطنها، وان تتحدث وتساهم بحرية في كل المراحل. وعلى الاخوان ألا يحرقوا كل أوراقهم.. بعد ان احرقوا منها الكثير!
تعليقات