الطراح لرئيس الوزراء: الطبطبة على الأكتاف لا تروي حليباً ولا ماء
زاوية الكتابكتب أغسطس 18, 2013, 12:54 ص 777 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / في الصيف ضيعت اللبن
خالد حمد الطراح
• لم يبق أمامنا سوى التطلع إلى سمو رئيس الحكومة لاتخاذ مبادرة محاسبة جدية بحق بعض وزرائه، بعدما تكررت سلبياتهم، بدلاً من تكرار توزيرهم!
ثمة جينات في الإنسان تلعب دوراً مهماً في سلوكياته وتكوينه، بعضها يكون أنانياً مسيطراً على الإنسان بشكل كامل، وبعضها الآخر أقل تأثيراً في الإنسان، ولكنها جينات قابلة أن تتأثر بما حولها من محيط، سواء كان إيجابياً أو سلبياً.
عودة الوزيرة ذكرى إلى الوزارة ربما عزّز بداخلها من جينات أنانية، وجعلها تلتفت إلى تثبيت الأقارب، مما حدا بالقبس العزيزة قبل أيام أن تحث سمو الرئيس على انتفاضة مبكرة، نتيجة القرارات السلبية التي اتخذتها، أو على وشك اتخاذها، فديوان الخدمة المدنية ليس ملاماً في مثل هذه التعيينات، وليس مسؤولاً عن صلة القرابة بمن يتم تعيينه، ولكن، وكما تردد، هل أخت الوزيرة الوحيدة التي تملك تخصصاً مميزاً لا يملكه غيرها؟ (لقمه عدوة)، وهل تعليمها يؤهلها لمكافأة بـ 1250؟ وفي حالة إذا ما أرادت الوزيرة الاستعانة بأستاذ علم الاجتماع، ماذا ستدفع له؟
فبالأمس القريب انفردت وزيرة التنمية والتخطيط بسلطتها، وفرضت نفسها كالقدر، على حد تعبيرها، على خمسمائة موظف وقياديين أيضاً، بصورة مخالفة للقانون. عادت دشتي إلى كرسيها لتواصل مسلسل «قدرها الجيني»! للأسف، إلا أن ثمة تشابهاً في جينات الوزيرتين! كلا الوزيرتين كانتا قبل دخول الوزارة تظهران بصورة وطنية إصلاحية، واليوم ربما تمارسان العكس. الوزيرة الرشيدي لم تكمل شهرها الأول، ووضعت خريطة عمل تبدأ من الوزارة وتنتهي عند منزلها وأقاربها! فلن يكون مستغرباً لو ثبتت الرشيدي أقاربها في الوزارة، ولن يكون مستغرباً لو تمادى الوزير الشمالي في سياسة تحدي إرادة الشعب، حيث لم يجد من يحاسبه على ما تفوه به من عبارات تحد لإرادة الأمة، مصدر السلطات، من جانب رئيس الحكومة أو مجلس الأمة ككل، ولن يكون مستغرباً إذا ما رفعت الوزيرة دشتي نظام مكافآت الخبراء إلى أعلى سقف ممكن، واستفادت من ميزانية برنامج الأمم للإنماء لمصالح شخصية، وتنفيع المقربين و«خفست» بموظفي الأمانة مرة أخرى، وانفردت برسم خطة التنمية التي لا يعرف أحد في الأمانة العامة عنها حرفاً! ولن يكون مستغرباً أن يظل رئيس الفتوى والتشريع في مكانه بفضل عدد من النواب السابقين الذين قدّموا مصالح شخصية على المصلحة الوطنية! وتوسطوا له! يا ليت هؤلاء النواب يكشفون عن أنفسهم حتى يعرف الناس من هم وكيف تدار المصالح؟ ولكننا كلنا أمل في أن يبدأ سمو الأخ الشيخ جابر المبارك بانتفاضة المحاسبة والمكاشفة حتى لو اقتضى الأمر إعفاء بعض الوزراء، نعم الإعفاء في الشهور الأولى، فالمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار والطبطبة على الأكتاف لا تروي حليباً ولا ماء. «في الصيف ضيعت اللبن» مقولة عربية قديمة، تعني أننا لم نتعلم الدروس ونضيع الفرص.
وتبقى التساؤلات تراود الكتّاب وأهل الكويت عموماً، هل هناك أجهزة لدى السلطة تقرأ وتحلل ماذا يكتب من تعليقات وآراء وانتقادات، أم أن كل مادة هي جزء من قصاصات صحفية مجلدة بشكل راق، لينتهي بها المصير في سلة المهملات؟ وأنا وليأتِ الطوفان من بعدي!
تعليقات