عبدالله الشمري يكتب: ربيع السجون

زاوية الكتاب

كتب 1775 مشاهدات 0

عبدالله محمد الشمري

 

(1)

خارج النص :

لا يبتسم الحظ في وجهك دائمًا بسرعة البرق ..
يجب أن تكافح لتصل ..
الحرية جميلة .. والديمقراطية رائعة .. والحياة الكريمة لا مثيل لها ..
كافح .. واصبر .. لتصل ..
هي هكذا حكمة الحياة
وحماقة الطغاة ..

(2)

قريبًا جدًا من النص :

الخوف سلاحٌ ذو حدين ..
يراه البعض المنجي الوحيد من غضب الديكتاتوريات ...
ويراه البعض الآخر باب الوصول إلى أعلى الكراسي ..
هو في الحقيقة شرارة الهلاك ..
بداية نفق المجهول .. وزمن الإستعباد ..
وغياب العقل ..

(3)

داخل النص :

لا أخفيكم سرًا أنني خائف جدًا على أبناء جيلي ..
غياب العقل ينخر في أجسادنا ..
نبعثر اهتماماتنا على هوامش المجتمع ..
نتناسى أننا عصب الأمم ..
وأننا التوليفة الأكبر في المجتمعات ..
وأن كل ثورات العالم على مر التاريخ ..
كانت بأيدي الشباب ..
على الرغم من أن الكثير منها ..
كنّا فيها مجرد وقودٍ يحترق ..
ليصل غيرنا إلى سدّة الكراسي ..
على ظهورنا ..

(4)

غياب النسبة الكبرى من الشباب
عن واقع الحياة العامة وانشغال الكثير منا
بصراع الغزو الفكري والأخلاقي على مجتمعاتنا ..
و بين ليلة وضحاها وفي زمن الثورات ..
حتى تلك التي لم تكن لإسقاط الأنظمة الديكتاتورية
بل كانت تبحث عن الإصلاح في المؤسسات العامة
وفي ظل حرص الحكومات العربية على جعل الأجيال الحالية والقادمة
تعيش في قوقعة من الجهل السياسي والفكري
زُج بالكثير منا في شوارع صراع التيارات السياسية
بعضها بإسم الدين ... وبعضها بإسم القومية
وبعضها بإسم التحرر والليبرالية ..
وكانت المقابر والمعتقلات والسجون نصيبنا
في ما أخذ غيرنا المجد والتاريخ والسلطة ..
وأصبح الشباب يضرب بعضه بعضًا ..
ويجعلون من اختلاف الأراء ( خلاف ) شخصي ودائم ..
وأصبحوا يفرحون جدًاعندما يُقصى من يختلف معهم
سياسًا من الحياة ..
إما قتلًا .. أو سجنًا .. أو غير ذلك ..

(5)

إلى أبناء جيلي ..
لا تكونوا ( فدائيين ) و ( عدائيين ) ...
ولا تجعلوا اختلاف الأراء .. خلافٌ شخصي ..
وانتصروا للحق .. حتى وإن كان الحق مع من تختلفون معهم ..
فالحق بيّن .. والباطل بيّن ..
ولا تكونوا مجرد تابعين من دون تأثير ..
و وجود البيئة السليمة لتغذية العقل مهمة جدًا
لأن الإندفاع الكبير لدى بعضنا ..
يجعل من الكثير منا لقمة سهلة للإستغلال الفكري وغسل الأدمغة ..
بأفكار متطرفة و عنصرية وعدائية ..
احذروا ...
لا تجعلوا عقولكم أحذية للمتسلقين ..


(6)

قريبا جدًا من النص :

في زحمة دراسة البكالريوس في الأردن ..
شدّني أحد الدكاترة في الجامعة ويدعى د. عادل جابر من يدي وأخذني إلى مكتبه ..
بعدما رأى تعليقاتي في القاعة على الوضع العربي والسياسي وحال الأمة العربية
وبعدما اطلع على الكثير من مقالاتي التي نشرتها سابقًا
و قد صدر له ما يقارب 16 كتاب في الأدب العربي
ويبلغ من العمر 63 عامًا وهو من أصول فلسطينية ..
أخبرني بأنه يخشى علي جدًا من أفكاري واندفاعي ..
وأنني يجب أن أفكر عشرات المرات قبل أن أتخذ قرارًا على الرغم من أنني ناضجٌ فكريًا ..
أو حتى أن أنتمي إلى فكر سياسي معين ..
وأخبرني بمقولة قالها قبل ما يقارب 15 عامًا ..
ومازال يؤمن بها ويخاف منها ..
قال : ( لربما كان أبي سببًا في ضياع فلسطين على الرغم من أن كل الظروف المحيطة
كان توحي بضياع فلسطين .. لكنني أخشى من الجيل القادم
أن يكون سببًا في ضياع الوطن العربي بأكمله ..... ! )


(7)

خارج النص :

( لا توجد حكومات طاغية .. توجد شعوب جبانة ! )
نصيحة : أعد قراءة ما بين القوسين كثيرًا
لتعرف لماذا نحن هكذا .. !

عبدالله محمد الشمري

الآن- رأي: عبدالله محمد الشمري

تعليقات

اكتب تعليقك