الى متى .. المحسوبية والعيش في الجلباب؟

زاوية الكتاب

كتب 941 مشاهدات 0

م. عبدالهادي الحويلة

م. عبدالهادي الحويلة

في البداية يجب أن نوضح أن المناصب القيادية في البلد تحمل صفة تكليف وليس تشريف وأن الله سبحانه وتعالى قد كلف عباده بها فيجب عليهم أن يتحملوا المسؤلية كاملة امام الله اولا ثم الشعب وعليه يجب أن يعملوا بهذا الصياغ بكل تفاني واخلاص و ان التواضع سمة طيبه وهي من اهم الاخلاق التي يتصف به المؤمن ' من تواضع لله رفعه'،  وعن ابن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: 'لا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر' (صحيح مسلم) . وهذا الوعيد من الله يعود إلى أن الكبر هو أقرب الذنوب للكفر.

دفع عجلة التنمية هو المراد تحقيقه للخروج من المأزق ، واول خطوة يجب القيام بها انتشال الرموز الفاسدة واحد تلوا الاخر حتي لايكونوا حجر عثرة علي مسيرة الاصلاح .وقد لاحظ الجميع في بعض القيادات صفة سيئة للغاية فعلى سبيل المثال عندما يُعين في منصبه الجديد اول  قرار يصدر وقف جميع قرارات المشاريع الاصلاحيه الصادرة سلفاً ، طيب ماهو السبب ؟ بالطبع لاتوجد اجابه وافيه لربما لا يريد احد ان ينسب  هذا الانجاز لغيره ممن سبقه ، فأن كانت كذاك فهذه عقليات تسبب الدمار للبلد وهؤلاء فكرهم دائماً محدود فتجدهم لا يعطوا اي اهتمام لبناء اسس العمل المكلفون بها والتي من المفترض ان يراعوها بل العجب العجاب انهم يجتهدوا في اعمال اعتياديه جانبيه ويعطوها زخم اعلامي ويتركوا الاساسيات  ومنها محاربة الفساد، فهل هذا جهل في العمل ام انه مرض نفسي ام انه فساد مبطن، فأين الحكومة منهم؟

 سؤال موجه للحكومة هل الكفاءة والامانه هي المعيار الاساسي للتقدم والتطور في سياستكم ؟ لان البلد لايحتمل اكثر من ذلك وهذه المعايير سوف تصلح حال الامة وتؤدي الي الاستقرار علي جميع الاصعدة  السياسيه منها والاجتماعيه والاقتصاديه لكن أظن حكومتنا دائما تسير عكس التيار نادراً ماتضع هذا المقاييس امامها ، اتمني من كل قلبي ان تترك الحكومة السلبيات وراء ظهرها وتترك الجلباب منها وتتعظ من الاخطاء لمصلحة الوطن.

 العمل والانجاز يحتاج الي وقت ليظهر علي الملأ  ويتطلب اولاً رصد ميزانيات ثم العمل علي جلب الموافقات الكامله من الجهات المختصة وبعدها تأتي مرحلة طرح المناقصات لتنفيذ المشاريع حسب الجدول الزمني لها .، وهذا كله يتم حسب القانون الذي يحقق مبدأ العدالة ولاسلطه تعلوا عليه  فإذا كانت الحكومة تريد تنميه حقيقيه وتدعوا انها اصلاحيه يجب عليها محاسبة من يقصر في تلك المشاريع الحيوية ولاتترك الحبل علي القارب لكي يكونوا عبرة لغيرهم وهذه المشاريع الحيوية يجب ان تظل قائمة حتى ولو تغير الوزير او صاحب القرار ومن سوف يأتي بعده يجب عليه اكمال المشوار وهو مايشوف الدرب.

ياحكومتنا العزيزة  اذا كنتم تريدين الاصلاح فلابد  أن  تقيموا دورات متخصصه لتأهيل أصحاب المناصب القياديه للتعلم فيها وصقل المواهب وتأخذ بعين الاعتبار جميع جوانب العمل سواء الادارية او الماليه او النفسيه  او الاجتماعيه وغرس مفاهيم الامانه والاخلاص والجد والاجتهاد  والمثابرة  وتثقيف الكوادر البشرية في جميع اجهزة الدوله لانهم سواعد هذا البلد وبدونهم لن نصل الي مستوي التطور والنجاح المنشود، والمال وسيلة لا ينفع اذ لم يجد من يحفظها ويستغلها استغلال جيدا  في نهضة البلد.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ويحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه

 

الآن: رأي- م. عبدالهادي الحويلة

تعليقات

اكتب تعليقك