لهذه الأسباب يكره محمد الدوسري الإخوان المسلمين!
زاوية الكتابكتب أغسطس 13, 2013, 11:57 م 1212 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / أكره الإخوان المسلمين
محمد مساعد الدوسري
نعم أكره الإخوان المسلمين، فقد أيقظوني من أحلامي الجميلة التي كنت أظن أنها حقيقية، لأصحو على واقع مؤلم مليء بالحقائق المحبطة والسوداوية، أكرههم لأنهم جعلوا نظرتي تتغير للكثير من الأمور التي كنت أراها مفاتيح أمل، لأكتشف أنها معاول هدم وتكسير وتفتيت لكل ما أؤمن به أو أسعى لحصوله في عالمنا العربي المفجوع بالخيانات والعمالة للأعداء والغرائز البهيمية المسيطرة على مقدرات الأمة.
أكرههم لأنهم أوضحوا لي وبجلاء كيف تحولت الحرب على الإسلام إلى حرب على الإرهاب، ولعل ما سمعته قبل قليل خلال قيادتي للسيارة وسماعي لإذاعة BBC جزءا من كشف لهذا الأمر، فأحد الأخبار الذي أذاعتها هذه الإذاعة يقول «مقتل 40 مصلياً في مسجد في نيجيريا على أيدي مسلحين»، ولم تذكر أنهم مسيحيون إرهابيون تكفيريون متطرفون متشددون كما جرت العادة عند وقوع مثل هذه الحوادث، بينما لو كان القتلى من المسيحيين في كنيسة، لكانت صياغة الخبر هكذا «مقتل 40 مسيحياً في أحد بيوت الرب الكنسية على أيدي إرهابيين تكفيريين من المسلمين ينتمون لجماعات إسلامية متشددة».
أكره الإخوان المسلمين لأنهم بينوا لي معدن النخبة الكاذبة في دولنا العربية، وكيف أن الاتهامات للإخوان بأخونة الدولة تقابل في الحقيقة بصهينة الأنظمة العربية، وكيف تسعى هذه الأنظمة للوكيل الأميركي في المنطقة «إسرائيل» وكيف تتملقها وتعقد معها الاتفاقيات السرية والعلنية لكسب رضا العم سام، وكيف أن من يتهم الإخوان للسعي للسلطة، لا مانع لديه من سفك الدم والتحالف مع العسكر والدوس على كل المبادئ للوصول إلى السلطة ذاتها، أليس هذا تناقض؟.
أكره الإخوان المسلمين، لأنهم جعلوني للحظة أؤمن بأن الخيانة جين مكون للشخصية العربية، فأرى كيف تتآمر الدول العربية على الثورة السورية، وكيف تحارب من يناصر المستضعفين في الأرض، وكيف تمد بعض هذه الأنظمة السفاح بشار بالمال والعتاد لقتل المسلمين، أكرههم لأنهم كشفوا لي بشاعة وجه هذه الأنظمة المستعدة لممارسة أقذر الأساليب والطرق من أجل الحفاظ على سلطة لم تمنح لهم أصلاً من قبل الشعوب، وكيف أن السلطة أهم لديهم من الدنيا والآخرة والناس أجمعين.
أكرهكم أجل، لأنكم خلعتم آخر قناع تلبسه هذه الأنظمة التي تدعي حماية الدين وأهله، وكيف يستغل الدين فعلا من قبل أنظمة عربية لمحاربة الدين، وكيف أصبح الدين ألعوبة بيد أجهزة الاستخبارات التي زرعت عناصرها في كل مكان، وحولت كل مطلب للإصلاح إلى فتنة يجب وأدها في مهدها، وكيف انتهينا إلى شعوب مستعبدة مستكينة للظلم والفساد، بعد أن كنا خير أمة للناس.
أكره الإخوان المسلمين، لأنهم أزاحوا الغمامة عن عيناي وأذناي، وجعلوني أنظر واستمع لإعلام الفساد في طول الوطن العربي وعرضه، وأتفرج على التزييف للحقائق وإلصاق أبشع التهم بالإسلاميين في كل مكان، من أجل تشويه أي شيء يرتبط بهذا الدين ومحاولة إعادة حاكميته، فتعرفت على مصطلحات جهاد النكاح، والتخابر مع حماس، وجماعات الذبح الإسلامي، وجعلوني أشاهد بأم عيني كيف تحول الاتصال بالعدو الصهيوني وطنية، والاتصال بالجماعات الجهادية المناضلة له عمالة مع الخارج.
أكرهكم بدرجة كبيرة، لدرجة أنني أتمنى أن تتغير أنظمة الاستبداد والقهر الحالية حتى أعيش حلماً جديدا، لأتخلص من هذا الكابوس الفظيع الذي جثم على صدري وصدر الأمة لعقود طوال.
تعليقات