ترقب بعد قرار الحكومة المصرية بفض الاعتصامات
عربي و دولياحتجاجات لالآف من انصار مرسي في القاهرة، والنيابة تتوصل إلى أدلة لإدانته
أغسطس 10, 2013, 12:06 م 1326 مشاهدات 0
احتشد آلاف من أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي حول مسجد رابعة العدوية بشمال شرق القاهرة يوم الجمعة في تحد لتحذيرات من الحكومة بضرورة فض اعتصامهم.
وأقامت قيادات الاخوان المسلمين منصة لحث المعتصمين على الصمود والمطالبة بعودة مرسي الى الحكم.
وقال احمد عارف العضو القيادي بجماعة الاخوان المسلمين وسط هتافات المعتصمين ان لا مكان للعسكريين في السياسة.
ورغم القلق الدولي من احتمال وقوع مواجهات وشيكة فلم ير افراد قوات الامن في محيط رابعة العدوية.
وقالت مصادر امنية إنه في محافظة الفيوم فضت الشرطة اشتباكات بين بضع مئات من انصار مرسي ومعارضيه مستخدمة الغاز المسيل للدموع واصيب سبعة محتجين وخمسة من افراد الشرطة.
وقالت صحيفة الاهرام إن اربعة اشخاص أصيبوا في مشاجرات بين انصار مرسي والاهالي قرب قاعدة للجيش في محافظة الغربية. وألقي القبض على 13 من انصار مرسي.
واعتصام رابعة هو البؤرة المرجح أن تشهد مواجهات في إطار الأزمة السياسية الناجمة عن إعلان الجيش عزل مرسي بعد خروج حشود ضخمة مناهضة لحكمه وتشكيل حكومة مؤقتة قبل خمسة اسابيع.
وفي محيط مسجد رابعة العدوية رددت الحشود هتافات عقب صلاة الجمعة تندد بما وصفته بالانقلاب وتصفه بانه ارهاب فيما تدفق آلاف الى المكان قادمين من مساجد اخرى.
وحذرت قوات الأمن المحتجين من مواجهة إذا لم يفضوا الاعتصام سلميا. الا ان منطقة رابعة العدوية تحولت الى ما يشبه الحصن المحاط بالحواجز والسواتر المقامة من أكياس الرمل والطوب.
وقال خطيب الجمعة للمصلين 'أقتل كما شئت فلن اتحرك شبرا... انتم الذين تتخذون القرار بالانصراف وبوقف الثورة وأنتم الذين تتخذون القرار باستمرار الثورة.'
ورغم وقوع اشتباكات في اماكن اخرى ساد الهدوء في أول أيام عيد الفطر يوم الخميس.
ولم يشاهد اي من افراد قوات الشرطة او الجيش في محيط ميدان رابعة عصر الجمعة وعقب القاء الخطب فيما سادت المكان اجواء احتفالية.
وشعر بعض المصريين ان قوات الأمن لن تهاجم خلال عطلة العيد حتى لا يمثل ذلك تعديا على حرمة مناسبة دينية.
الا ان دبلوماسيا من دولة أوروبية قال إن بلاده قلقة للغاية من احتمال اندلاع عنف في مطلع الأسبوع.
وقال لرويترز 'إنه وضع خطير. هناك مخاوف أن يزداد الوضع خطورة يوم السبت أو الأحد.'
وتولى مرسي الحكم ليصبح أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا في يونيو حزيران 2012. لكن الخوف من أنه يحاول إقامة حكم ديني وفشله في القضاء على المصاعب الاقتصادية أثار احتجاجات حاشدة دفعت الجيش للتحرك.
ودخلت الأزمة منعطفا خطيرا جديدا في اعقاب انهيار جهود دولية هذا الأسبوع لايجاد مخرج من الازمة وتجنب إراقة الدماء فيما لايزال مرسي وعدد من قيادات جماعة الاخوان رهن الحبس.
وفي اعتصام رابعة تحرس المداخل مجموعات من الرجال المسلحين بالعصي. وقال محمد (43 عاما) الذي يعمل بمجال توظيف العمالة إن المعتصمين سيدافعون عن موقعهم حتى يعود مرسي للحكم.
وأضاف 'لا نخاف لأننا على حق. كلنا مشاريع شهداء. من اغتصبوا حقوق الناس هم الخاسرون. لن يخيفنا الرصاص أو الدبابات.'
ورغم النبرة التي تنم عن الاستبسال فلا يمكن ان تصمد الاسلحة الظاهرة في المكان لأسلحة قوات الأمن. لكن الحكومة تقول إن جماعة الاخوان المسلمين مدججة بالسلاح.
وكان في موقع الاعتصام ايضا نساء واطفال يرتدون ملابس جديدة بمناسبة العيد. وتقول الحكومة ان الجماعة تستغل الاطفال دروعا بشرية.
وقتل نحو 300 شخص في أعمال عنف سياسي منذ عزل مرسي من بينهم عشرات من انصار مرسي قتلوا في واقعتين منفصلتين خلال اشتباكات مع قوات الأمن.
ويقول دبلوماسيون إن أي تسوية يجب أن تشمل خروجا مشرفا لمرسي مع قبول الاخوان المسلمين للوضع الجديد وإطلاق سراح السجناء السياسيين الذين قبض عليهم منذ عزل مرسي وتحديد دور سياسي للجماعة في المستقبل.
وحتى الآن ترفض الجماعة قبول ما تصفه بأنه انقلاب غير شرعي وتطالب في العلن بعودة مرسي للحكم.
وكرر محمد البلتاجي العضو القيادي بجماعة الاخوان المسلمين هذه المطالب امام حشود ميدان رابعة وقال انه يتعين مثول المسؤولين عن مقتل المحتجين امام العدالة.
وفي باريس قال متحدث حكومي إن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تحدث يوم الخميس مع عدد من الاطراف السياسية في مصر. وقال المتحدث إنه شدد على ضرورة أن يقبل كل طرف بالحوار ويسعى إلى تسوية بدلا من إثارة التوتر أو التحريض على العنف.
وقال الدبلوماسي الأوروبي إن الجيش المصري يتعرض لضغوط هائلة من جانب المتشددين من رجاله وقطاع من الشعب لاتخاذ إجراءات مشددة ضد الاخوان المسلمين.
ويطالب بعض اعضاء جماعة الاخوان كذلك بالتشدد. وقال الدبلوماسي 'بينهم من هم مستعدون للمضي إلى أبعد حد.' وقال الدبلوماسي إن دبلوماسيين اوروبيين يشددون للادارة الجديدة في مصر على انها تفسد صورتها وصورة مصر الا انه لم تتحدد في الوقت الراهن اي اجتماعات سواء في مصر او في اي مكان آخر منذ انهيار الوساطة الدولية.
من جهة اخرى، قالت مصادر قضائية مسؤولة إن النيابة العامة المصرية توصلت إلى أدلة تثبت إدانة الرئيس المعزول محمد مرسي بالتحريض على قتل المتظاهرين في أحداث قصر الاتحادية، على خلفية إصداره الإعلان الدستوري، عندما كان رئيساً للبلاد.
ونقلت صحيفة 'المصري اليوم' الجمعة 9 أغسطس/آب عن المصادر إشارتها إلى أن نيابة شرق القاهرة، التي تتولى التحقيق في الواقعة، طلبت من النائب العام، المستشار هشام بركات، انتداب قاض للتحقيق مع مرسي، لاستشعارها الحرج.
وأكدت المصادر أن الرئيس المعزول يواجه تهم الاشتراك في القبض على المحتجزين خلال الأحداث، وتعذيبهم، واستعراض القوة، وترويع المواطنين، والشروع في القتل، كونه رئيس الدولة. وأشارت إلى أنه ستتم إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، خلال أيام، بعد الانتهاء من التحقيق
تعليقات