التحالف العربي ثمن نضال الشعب المصري

عربي و دولي

استنكر القتل والتعذيب، وطالب القوى السياسية بدعم ونصرة مسيرة الشعب

866 مشاهدات 0


اصدر التحالف العربي للحرية والديمقراطية بيانا يثمن فيه نضال الشعب المصري في سبيل الحرية والديمقراطية والدولة المدنية، فيما يلي نصه:

يثمن التحالف العربي للحرية والديمقراطية حراك الشعب المصري العظيم، الذي هبَّ  مطالبا  بالحرية والديمقراطية والدولة المدنية، حيث اماطت الموجة الثالثة من ثورة مصر العظيمة في الثلاثين من يونيو، النقاب عن القانون الطبيعي للدولة المدنية، والأساس الحقيقي الذي تقوم عليه الديمقراطية،  والذي يقضي بأن 'المصدر الأصيل لشرعية الحكم هو الشعب'، وأن الحاكم الذي لا يخضع لهذا القانون، يفقد شرعيته، حتى وإن تمسح بالديمقراطية ، واستخدم أدواتها الانتخابية.

لقد هبَّ شعب مصر في الخامس والعشرين من يناير منادياً بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، فأوصلت جماهيره الثائرة حزب الحرية والعدالة- ضمن خيارات سياسية صعبة- الى سدة الحكم ،  عبر ممارسة ومشاركة ديمقراطية شهد لها العالم.

ولم يمض طويل وقت، حتى اكتشف شعب مصر بحسه  الحضاري  الوطني  ما يقوم  به الحزب الحاكم  وعامله في رئاسة الجمهورية  ، - في توجه مبيّتٍ و مقصود - لإقصاء غالبة الشعب المصري و تهميشه، وفرض أيديولوجيا الحزب الواحد  على مصر،  في مغالبة سياسية قصيرة النظر،  محتكرة للصواب، رافضة للمشاركة، خاصة  في وضع دستور مصر المدنية، الامر الذي ضاق به شعب مصر وقواه السياسية ، وأعلنا  اكثر من مرة رفضهما لها وتحذيرهما من الاستمرار بها ، ولكن صلف من أخذته  العزة بالإثم ضرب بصوت الشعب كل الشعب عرض الحائط .

ثار شعب مصر الحر من جديد  في الثلاثين من يونيو الفائت، مؤكدا للعالم بأن شرعية الصناديق الانتخابية لا تبرر الانتكاس نحو الفكر الشمولي واحتكار الحقيقة و دسترة حكم الحزب الواحد و الايدولوجية الواحدة، وأكد أن جوهر مصر هو تنوعها، وأن هويتها وثقافتها لا تقبل أن يغيرها حاكم أو حزب أو جماعة، وأن الحاكم الذي يتهاون في مصالح مصر العليا و يقبل المساس بأمنها القومي مصيره العزل والمحاسبة.

إن المشهد الذي رأيناه بعد 30 يونيو،  حيث لبى جيش مصر رغبة الشعب  وأعلن انحيازه  له بتنصيب حكومة مدنية مؤقتة، ووضع خريطة مستقبل وصولاً لتعديل الدستور وإقامة انتخابات برلمانية ورئاسية،  نقول ان هذا المشهد اثبت أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، وأن تجذير الديمقراطية وتداول السلطة كان خيار الشعب منذ ثورة 25 يناير و 'لا رجعة عنه'، وأثبتت الأحداث أن من يلتحق بالشعب حاكما كان  أو جيشا، أو مؤسسةً، هو فقط الذي يمكث في  مصر وأما من ينحاز لحزبه أو جماعته أو يضع أيديولوجيته قبل الشعب أو مصالح الوطن، فسيذهب جفاءاً.

إن ثورة مصر الشعبية جاءت تجلياً  للوعي الثوري لشعب مصر نحو تأسيس دولته الحديثة ، مصر المدنية التي تقوم على التعددية وسيادة القانون، والتي تحترم الدين وتتسامح في اختلافه، وترحب بالتنوع الثري وترفض الإقصاء والشمولية العقائدية أو السياسية.

ان ثورة مصر مستمرة وان كان في هذه الثورة شُبهَةُ انقلاب كما يدعي البعض ، فهو انقلاب على  سياسة الاقصاء والانفراد بالسلطة، واحتكار  الحقيقة، ورفض التنوع وتديين السياسة، وتدخل الدولة في العقائد الشخصية، بل هو رفض لتغول 'الدولة الإله'، كما حذرت من هذا أدبيات التحالف العربي للحرية والديمقراطية بصورة مبكرة.

و في هذا السياق نقول أن تديين السياسة لا مستقبل له في عالمنا العربي، وأن تستر الجماعات الفاشية وراء الاسلام لم يعد ينطلي على الشعوب، كون الاسلام دين الحرية ورفض الإكراه والشمولية والإقصاء.

إن التحالف  العربي  للحرية والديمقراطية- باعتباره منظمة اقليمية عربية- تضم احزابا وتجمعات ليبرالية في العالم العربي،لُيتابع الأحداث في  مصر، ويعلن تأييده لثورتها وسعيها الدؤوب لتأسيس الدولة المدنية التي يطمح لها شعب مصر  بكافة مكوناته ومعتقداته، كما يرفض التحالف في ذات الوقت أعمال العنف و الإقصاء وشيطنة  أي مكون من مكونات شعب مصر، ويدعو جميع التيارات لان تعبر عن قناعاتها السياسية بصورة سلمية متحضرة، في ظل احترام القانون و المصلحة الوطنية، و يؤكد التحالف على الالتزام بالقانون و ملاحقة الخارجين عنه سندا لأحكامه و تطبيقا لمبادئ الدولة المدنية.

ان التحالف العربي من اجل الحرية والديمقراطية إذ يستنكر قتل وتعذيب المصريين من قبل ايةِ جهةٍ او تحت أي ذريعة كانت، ليُطالب الدولة بحماية المتظاهرين السلميين المعبرين عن رأيهم بالسلميةِ التامة،كما يطالب بتطبيق القانون بشفافية عالية على المخالفين و المعتدين على مصر و شعبها.

ويدعو التحالف العربي من اجل الحرية والديمقراطية كل القوى الثورية والديمقراطية و المدنية الالتفاف حول بعضها البعض نصرة لمسيرة شعب مصر العظيم، في نضاله الحضاري وسعيه للوصول إلى الدولة المدنية التي يصبو إليها، و التي قدم ويقدم لها الغالي والنفيس.

المحامي سائد كراجة
رئيس التحالف العربي للحرية والديمقراطية

الآن - وكالات

تعليقات

اكتب تعليقك