مستلزمات العيد في سلة واحدة! يكتب مشاري الراجح
الاقتصاد الآنأغسطس 6, 2013, 9:41 ص 1000 مشاهدات 0
يزداد الإنفاق في المواسم والأعياد على التسوق، ما يرهق كواهل الأسر في توفير مستلزماتها الأساسية وما يصاحبها من مستلزمات كمالية في سلة واحدة. حيث تختفي خطط الادخار عن مخيلة الأسر، يتضح ذلك في تهافت الأسر على الأسواق والمحال التجارية قبل الموسم بأيام معدودة للتسوق، ما يتسبب في زيادة الطلب على مستلزمات العيد من دون تخطيط مسبق ولا ترتيب للأولويات أو حتى فرصة للمقارنة السعرية بين السلع. ومع غياب ثقافة التسوق الاقتصادي المعتدل والميل إلى السلوك الاستهلاكي المفرط وعدم التفريق بين الرغبات والحاجات، الذي يشاهد في عربات التسوق خلال المواسم ويوضحه حجم القوة الشرائية في قطاعات التجزئة كالتغذية والملابس التي قد تستهلك ضعف دخل الأسر في المواسم والأعياد.
ونظرا للارتباط بين رمضان والإجازة الصيفية وما يتطلبه من التزامات مالية مرهقة قد تستنفد مدخرات الأسر ذات الطبقة المتوسطة تحديداً، مما يرفع وتيرة الإنفاق للأسر نفسها بعيداً عن الثقافة الاستهلاكية الرشيدة المتوازنة. ولا شك أن هناك عوامل عدة تؤثر في ثقافة التسوق والشراء لدى الأسر من الناحية الاجتماعية كالعادات والتقاليد بدون النظر والأخذ في الاعتبار التخطيط المالي الشخصي وترتيب الأولويات نسبياً. ومع تباين الأسعار واختلاف الخدمات بين تاجر وآخر هناك من يستغل الموسم فرصة لرفع أسعاره واستنفاد آخر ريال في جيب المواطن - المستهلك - والتحجج بمحدودية السلع نفسها، ناهيك عن تكدسها طوال العام في خزانته.
ومع ضعف متوسط دخل الفرد العامل في المملكة التي أظهرته الدراسات بمعدل 6400 ريال شهرياً، الذي قد لا يفي بشكل عام جميع مستلزمات الأسرة كاملة، مما يرفع الطلب على القروض الشخصية وبطاقات الائتمان للهرب من الواقع قليلا ما ينعكس في السلوك الاستهلاكي المفرط الذي من الواضح أغلبيه الأسر المتوسطة تستهلك فوق طاقتها بالمواسم والأعياد خصوصا في الجانب الكمالي. وفي حقيقة الأمر على الرغم من الغلاء المرتفع لأسعار السلع قبيل المواسم وارتفاع معدل التضخم في قطاع التجزئة واحتكار القلة الواضح في سوقنا المحلي، يقابله في الوجه الآخر غياب في الثقافة الشرائية - التسوق الذكي - لدى العميل الذي يبحث عن توفير مستلزماته كاملة بالوقت نفسه في سلهة واحدة وتحت سقف واحد.
ومع غياب ثقافة الشراء المعتدل والمتوخي وتلاشي التخطيط المسبق للشراء فالمستهلك أصبح ضعيفاً أمام إغراءات العروض الترويجية من ناحية وتحديد الأولويات مسبقاً من ناحية أخرى، وبوضوح نحن أمام مشكلة مجتمع استهلاكي موسميا وبغير موسم وبحاجة إلى مزيد من التوعية والترشيد للتسوق الذكي ليس قبيل المواسم فقط بل طوال العام.
كاتب متخصص في التسويق والإدارة الاستراتيجية
تعليقات