الدعيج يكتب عن سياسة 'الأمير الوالد' و'الترقيع الحكومي'!
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2013, 10:24 م 1051 مشاهدات 0
القبس
لسانك حصانك
عبد اللطيف الدعيج
أنا ماخذ اجازة بقصد الراحة، فالوضع في السنوات الاخيرة كان صعبا على كل كويتي على ما اعتقد، اللهم الا عديمي الاحساس.. «الوطني بالطبع». خصوصا ان اجازتي كانت ولا تزال مرتبطة بمجلس الامة. فأنا اتوقف عن الكتابة ــــ تقريبا ــــ مع نهاية كل فصل تشريعي واعود مع بداية دور الانعقاد التالي، مجلس الامة لم يعطل منذ ثلاث سنوات على ما اعتقد، وانما عُطّل مرتين واصلت فيهما الكتابة بسبب سخونة الاجواء. اجواء انتخابات هذه السنة كانت فاترة وفرصة للراحة من عناء السنوات الماضية، وفرصة ايضا للتعامل مع المتاعب الصحية التي تعرضت لها.
كنت مستمتعا بالاجازة وبالابتعاد عن اجواء التوتر والانفعال.. لكن، تصريح السيد رئيس الحكومة بأنه سيتبع خطوات «الامير الوالد» غيّر كل شيء. ايقظ عناصر الانفعال التي غفت، واطلق «ينانوة» الشغب التي استرخت.
نحن نعلم ان شيئا لم يتغير، ولن يتغير، وان النظام مع الاسف اعتمد ويعتمد السياسة والنهج الانفرادي والعشائري نفسهما في الحكم. لكن كنا دائما نتأمل، ان التطور وان التغيير الاجتماعي والتطور السياسي المحيط قد يسارع في عملية التقدم، وقد يكون حافزا لتغيير النهج ولتحديث اسلوب ادارة الدولة والحكم، خصوصا مع مقدم شباب الاسرة، ومع الرغبة التي اعلنها بعضهم في مواكبة التطور واللحاق بنظم العصر وأساليبه.
الشيخ جابر المبارك، رئيس الحكومة، كان من «الشباب» الذين كنا نتطلع الى ان يسهموا في عملية التطوير والتحديث. والشيخ جابر المبارك ايضا معروف عنه اعتراضه على السياسات العقيمة التي سادت في العهد السابق، والتي تبنتها الحكومات السابقة على الغزو وبعده، لدرجة انه تمت محاربته واطلاق اشاعات تحقير الصامدين واكاذيب سرقة اموال معيشتهم ضده. اليوم يأتينا الشيخ جابر بعد ان اصبح رئيسا للحكومة، مع وعد بتطبيق ومواصلة السياسة العقيمة التي انتقدها سابقا، يعني سياسة «الامير الوالد» حسب تعبيره، وتعهد بان يدور الوزراء او يرقع في الحكومة بدلا من تغييرها.
لعلم السيد رئيس الحكومة، فان سياسة التدوير كان الهدف منها مناطحة مجالس الامة ومناكفتها. حيث يتم الابقاء على الوزراء رغما عن اغلبية المجلس عبر تدويرهم. الدافع بالطبع لهذا هو التأكيد ان الاسرة او رئيس الحكومة وقتها هو الذي يحكم وليس الامة مصدر السلطات، صاحبة السيادة. السلطة تُعين الوزراء، والسلطة وليس مجلس الامة هي من تعفيهم، هذه كانت الرسالة، وهذا كان الهدف من التدوير. فهل يريد الشيخ جابر المبارك مواصلة العناد نفسه و«الاستهزاء» برغبات مجلس الامة وقراراته؟
هذا مع الاسف ما يبدو من خلال التشكيل الوزاري، الذي يبدو انه يجري وفقا لاجندات السلطة ورغباتها، وليس عبر قراءة الوضع السياسي ومخرجات انتخابات مجلس الامة واتجاهات الرأي العام. بعد كل الاحداث و«العفسة»، بل العفيسة التي تعرضت لها الكويت، وبعد تكسير عظام بعض الشباب وسجن البعض الآخر.. الشيخ جابر المبارك يطلع لسانه ويقول حق الكويتيين لا شيء تغير.
تعليقات