صحوة 'كيري'.. بقلم صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب أغسطس 4, 2013, 10:07 م 680 مشاهدات 0
الأنباء
بلا قناع / صحوة 'كيري'
صالح الشايجي
بعد شهر كامل أدرك السيد «جون كيري» وزير الخارجية الأميركي، أن ما حدث في مصر يوم 30 يونيو، هو ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا!
وهناك من الناس من يسمي ما حدث في مصر انقلابا عسكريا، متحججين برفضهم لحكم العسكر دون أن يتعمقوا بمفهوم حكم العسكر وماذا يعني ومتى يمكننا توصيف نظام حكم ما بأنه نظام عسكري أو حكم عسكري؟!
الحكم العسكري هو الذي يلغي الوجه المدني والشعبي والدستوري للدولة، ويغيب معه حكم القانون المدني لتصبح مقاليد الحكم كلها بيد الحاكم العسكري، وهذا ما حدث في أنظمة جمال عبدالناصر وفي سورية في عهدي الرئيس الأسد الأب والأسد الابن وكذلك أنظمة العراق المتتالية منذ الإطاحة بالحكم المدني الملكي عام 1958، وأيضا ليبيا واليمن والسودان.
أما ما حدث في مصر فليس له وجه شبه لما حدث في تلك البلدان، حيث البلاد تحت إدارة مدنية وفي ظل دستور مؤقت حدد معالم الطريق وخطى المستقبل القريب، وأيضا لم يكن هذا حدثا اختياريا بل إن الظروف هي التي ساقت إليه ورغبة الشعب الهادر هي التي أوصلت إليه، يضاف إلى ذلك تعنت «مرسي» وتشبثه بالسلطة وعدم استجابته لرغبات الشعب الذي كان من الممكن أن يسير بالأمور إلى حدود خطيرة تأخذ البلاد إلى دائرة الخطر!
فهل هذا هو ما يريده المدعون بـ «الانقلاب العسكري» وعلى رأسهم الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبعض المغالطين في فهم الشرعية وما تعنيه؟!
حين ثار الليبيون تدخلت دول الناتو عسكريا من أجل مساعدة الليبيين على التخلص من القذافي ولولا هذا التدخل لكان القذافي مازال يشرب من دماء الليبيين بكؤوس مذهّبة! فلماذا اعترف العالم بثورة الليبيين المسلحة ولم يعترف بثورة المصريين السلمية؟!
ومن يدّعِ أن الرئيس «مرسي» رئيس أفرزته الصناديق فعليه أن يعود بذاكرته الى الوراء عاما واحدا فقط ليتذكر قول «خيرت الشاطر» إن لم ينجح مرسي فسنحرق البلاد!
فأي شرعية وأي صناديق وأي رغبة شعبية تلك التي جاءت بـ «مرسي»؟!
ثم إن الديموقراطية ليست صناديق اقتراع فقط، بل هي نهج مكتمل، ومرسي هو من خان الديموقراطية حين أعلن نفسه فوق جميع السلطات وهو أمر لم يسبقه إليه أحد.
لذلك جاءت ثورة 30 يونيو ثورة شعبية مبررة، ولم تكن دبابة سرت بليل لتلتهم الرئيس العادل الأمين!
تعليقات