الأسواق قبل العيد، زحمة وغلاء

الاقتصاد الآن

أرباب الأسر ينفقون كل مدخراتهم وأحيانا يقترضون

4258 مشاهدات 0


ما إن تدخل العشر الأواخر من رمضان، حتى تزدحم الأسواق في الخليج، وتبدأ الأسر تحضيراتها لعيد الفطر، حيث تتسوق غالبية الأمهات لتجهيز ملابس العيد والتحضيرات الأخرى، ولعل هذا الأمر أصبح منذ سنوات طويلة أحد 'طقوس' الأسر الخليجية والعربية التي تعيش في دول مجلس التعاون. ورغم أن توقيت 'عيد الفطر' معروف لدى الأسر، لكن هذه الأخيرة، تفضل التسوق في آخر أيام شهر رمضان.
وينقسم المتسوقون إلى قسمين، الأول يفضل التسوق في الصباح، هروبا من 'زحمة' الناس، في ما القسم الثاني، فهو يفضل التسوق بعد الإفطار خصوصا ممن لا يطيقون صبرا في الزحام. وعادة ما تنفق الأسر الخليجية كل ميزانياتها وما ادخرته من رواتب شهرية، بل الكثير من الأسر متوسطة الحال، إما تستدين أو تلجأ للفيزا أو الماستر' لحل عجز السيولة، ولتأمين احتياجاتها خلال مناسبة العيد. وتنتعش المحلات الكبرى وأماكن البيع في هذا التوقيت من كل عام، خصوصا وأن حالة ركود تصيب تلك المحلات في بداية شهر رمضان، باستثناء شركات الأغذية التي تظل في استنفار دائم.

صعود الأسعار

حنان بعلبكي لبنانية تمتلك محلا نسائيا في الكويت، تقول 'تبدأ استعداداتنا قبل رمضان لتلك الأيام الأخيرة في رمضان، فغالبية الزبائن التي تحرص على الشراء تتردد في هذه الفترة، مضيفة في اتصال هاتفي مع 'العربية.نت' أنها تستورد أحدث الفساتين والبدل النسائية لهذه المناسبة، ورغم أن الركود في بداية رمضان يصيب بعض التجار بالذعر، إلا أنه ما إن ينتهي النصف الأول من رمضان حتى تبدأ حركة السوق تنشط.
وأشارت بعلبكي إلى أن غالبية المواطنات والمقيمات يفضلن الأثواب الجاهزة للعيد، باستثناء الكبار بالسن، فإنهن يلجأن الى 'التفصيل' ومراكز الخياطة، وأكدت بعلبكي أن الـعشر الأواخر من رمضان يوازي البيع فيها شهور الصيف في الكويت، وهي أيام تعوض ركودنا لأكثر من 3 أشهر، وهو ما يجعلنا نطلق عليها الأيام 'الذهبية'.
وبينت بعلبكي أن السيدة الكويتية تنفق ما بين 50 إلى 500 دينار (170 إلى 1700 دولار أمريكي) على 'بدلة العيد'، في ما تصعد الأسعار أحيانا لدى دور الأزياء، فتصميم الأثواب فقط تبدأ بكلفة 150 دينار (600 دولار).

سوق مفتوحة


من جهة متصلة، قالت فاطمة الهاجري من الإمارات لـ'العربية.نت' جرت العادة أن تنشط الأمهات أواخر رمضان في التسوق، خصوصا وأن غالبيتهن يتفرغن لأسرهن ولصلاة التراويح، لهذا فلا مجال للتسوق، بينما في العشر الأواخر، تكون هنالك فرصة للتسوق قبل صلاة 'القيام'.
وأشارت الهاجري إلى أن مشكلتها دوما في البحث عن أثواب لبناتها تناسب العيد، في ظل 'غلاء' غير طبيعي على صعيد بدل الأطفال، ففي السابق، كانت الأسعار مناسبة، أما اليوم فإن أقل بدلة بـ500 درهم (140 دولار)، في ما بعض الماركات تصل أسعارها الى 4 آلاف درهم (ألف دولار).
ورأت الهاجري أنه ومع ذلك فإنها أحيانا لا تجد ما تبحث عنه، خصوصا وأن دبي سوقا مفتوحة، وكثير من الأسر الخليجية تتسوق لدينا، بينما نضطر أحيانا للسفر إلى دول الخليج للتسوق منها. وأوضحت الهاجري أن المشكلة تكمن في آخر يومين، فالإكسسوارات والنواقص تظهر قبل العيد بيوم أو يومين، وهنا تأتي المعاناة، بدءا بالزحام الشديد وانتهاء بغياب ما نريده.

وأضافت الهاجري أن بعض الأسر تبتاع لأولادها ولأنفسها قبل العيد بشهرين أو أكثر، لكن الأطفال عادة ما يكبرون، وكانت لي تجربة سابقة، فقد اشتريت لبناتي أثوابا قبل مناسبة العيد بثلاثة أشهر، وتبين لاحقا أنها ضيقة، وهو الأمر الذي جعلني لا أتسوق مبكرا.


رجال يكرهون التسوق

في حين، قال حسين الفيلكاوي (أب لـ3 أطفال)، إنه كرجل يكره التسوق وليس كما هو شأن المرأة، مؤكدا لـ'العربية.نت' أنه أحيانا يضطر لترك زوجته وأطفاله في السوق، ويتفق معهما على موعد معين على أخذهما.
 وأضاف الفيلكاوي أن 'النساء' طويلات البال، بعكس الرجال، نريد أن نتسوق في نصف ساعة، بينما النساء يفضلن المرور على كل المحلات ثم البدء بالمقارنة والاختيار'.
وقال الفيلكاوي أن تسوق آخر عشرة أيام رمضان، تستنفذ كل ميزانيته وأحيانا يضطر للاقتراض أو الاعتماد على 'الفيزا أو الماستر كارد'، مبينا أن المواطن في الكويت غالبا ما يخرج بعد العيد 'مديونا' بسبب تكاليف تجهيزات العيد.

 

الآن - العربية نت

تعليقات

اكتب تعليقك